كاتب الموضوع | رسالة |
---|
وجه الحنين..♥ عضو مميز
عدد المساهمات : 149 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 21/07/2013
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. الجمعة يوليو 26, 2013 3:27 am | |
| عثمان بن أبى العاص رضي الله عنه
" يا رسول الله إني قد رأيتُ هذا الغلام منهم من أحرصهم على التفقهِ في الإسلام وتعلّم القرآن" أبو بكر الصديق مـن هــو ؟ عثمان بن أبي العاص بن بشر الثقفيّ الطائفيّ ، قدِمَ مع وفد ثقيف سنة تسع على النبيصلى الله عليه وسلم وكان أصغرهم سنّاً ، فأسلموا وأمّرَهُ عليهم ، ثم أمّـره أبو بكر على الطائـف ، واستعمله عمر على عُـمان و البحرين ، ثم قـدّمه على جيـش فافتتـح ( توّج ) بفارس سنة 21 هـ ومصّرها ، ثم سكن البصرة وفد ثقيف عن عثمان بن أبي العاص قال قدمت في وفد ثقيف حين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمّا حللنا بباب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا ( من يمسك لنا رَوَاحِلَنَا ؟) فكل القوم أحب الدخول على النبي صلى الله عليه وسلم وكره التخلف عنه
قال عثمان وكنت أصغرهم فقلت ( إنْ شئتم أمسكتُ لكم على أن لي عليكم عهد الله لتمسكنّ لي إذا خرجتم ) قالوا ( فذلك لك ) فدخلوا عليه ، ثم خرجوا فقالوا ( انطلق بنا ) قلتُ ( أين ؟) قالوا ( إلى أهلك ) فقلتُ ( ضربتُ من أهلي حتى إذا حللتُ بباب النبي صلى الله عليه وسلم أرجع ولا أدخل عليه ؟! وقد أعطيتموني ما قد علمتم !)
قالوا ( فأعجل فإنا قد كفيناك المسألة ، لم ندع شيئاً إلا سألناه عنه ) فدخلتُ فقلتُ ( يا رسول الله ، ادعُ الله لي أن يفقهني في الدّين ويعلمني ) قال ( ماذا قلت ؟) فأعدتُ عليه القول ، فقال ( لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحدٌ من أصحابك ، فأنت أميرٌ عليهم وعلى من يَقْدِمُ عليه من قومِكَ )
ولمّا أسلم القوم ، وأرادوا الرجوع إلى قومهم ، قام الرسول صلى الله عليه وسلم على المنبر وبيده كتابٌ قاضاهم عليه فقال ( لأعطينَّ هذا الكتاب رجلاً يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، قُمْ يا عثمان بن أبي العاص ) فقام عثمان بن أبي العاص ، فدفعه إليه أمير الطائف قال عثمان بن أبي العاص ( استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف ، فكان آخر ما عهد إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ قال ( خفّفْ عن الناس الصلاة -حتى وقف أو وقت- ثم اقرَأ باسم ربّك الذي خلق ، وأشباهها من القرآن ) فلم يزل عثمان بن أبي العاص على الطائف حتى قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلافة أبي بكر الصديق ، وخلافة عمر بن الخطاب ، وعثمان بن أبي العاص هو الذي منع أهل الطائف من الردّة بعد النبيصلى الله عليه وسلم فأطاعوه
حتى إذا أراد عمر أن يستعمل على البحرين فسمّوا له عثمان بن أبي العاص ، فقال ( ذلك أميرٌ أمّرهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف فلا أعزله ) قالوا له ( يا أميـر المؤمنيـن تأمره يستخلف على عمله من أحبّ ، وتستعين به فكأنّك لم تعزله ) فقال ( أمّا هذا فنعم ) فكتب إليه ( أن خلّف على عملك من أحببتَ وأقْدِمْ عليّ ) فخلّف أخاه الحكم بن أبي العاص على الطائف ، وقدم على عمر بن الخطاب ، فولاه البحرين توّج استعمل عمر بن الخطاب عثمان بن أبي العاص سنة ( 15هـ ) على عُمان والبحرين ، وسار إلى ( توج ) فافتتحها ، ومصّرَها ، وقتل ملكها ( شهرك ) سنة ( 21هـ ) وكان يغزو سنوات في خلافة عمر وعثمان ، يغزو صيفاً ويشتو بتوج شط عثمان ولمّا عُزِلَ عثمان عن البحرين نزل البصرة هو وأهل بيته ، وشرفوا بها ، والموضع الذي بالبصرة يُقال له شط عثمان إليه ينسب البطل المقدام وكان عُثمان بن أبي العاص بطلاً مقداماً ، كان قد شدّ في الجاهلية على عمرو بن معد يكرب ، فهرب عمرو فقال عثمان
لَعَمْرُكَ لولا الليلُ قامتْ مآتم ***** حَواضِرُ يخمنَ الوجوه على عمرو فأفْلتنَـا فَوْتَ الأسنّـة بعدما ***** رأى الموتَ والخطى أقربَ من شبر العشّار ومرّ عثمان بن أبي العاص بكلاب بن أميّة بن الأسكر ، وهو بالأبلّة - بلدة بجانب البصرة - فقال ( ما يحبسـك هاهنـا ؟) قال ( على هذه القرية ) قال عثمان ( أعشّارٌ ؟) قال ( نعم ) قال ( إنّي سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ( إذا انتصف الليل أمر الله تعالى منادياً ينادي ( هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من داعٍ فأجيبه ؟ هل من سائل فأعطيه ؟) فما تردّ دعوةُ داعٍ إلا زانية بفرجها أو عشّار ) الوفاة توفي عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه- سنة ( 51 هـ )
يتبع
| |
|
| |
وجه الحنين..♥ عضو مميز
عدد المساهمات : 149 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 21/07/2013
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. الجمعة يوليو 26, 2013 3:27 am | |
| عثمان بن مظعون رضي الله عنه
" إنّ ابن مظعون لحييٌّ ستّيْرٌ " حديث شريف
مـن هــو ؟ عثمان بن مظعون بن حبيب الجمحيّ ( أبو السائب ) من أوائل المسلمين .. وأغلـب الظـن الرابع عشر ترتيبـاً ، وناله ما ينال المسلمين من أذى المشركين وصبـر ، ، وكان ممن حرّم الخمـر على نفسه قبل تحريمها .. وكان أمير المهاجرين الأوائل الى الحبشـة مصطحبا ابنه السائب معـه وكان أول المهاجرين وفاة بالمدينة ، وأولهم دفنا بالبقيع .. اسلامه انطلق عثمان بن مظعون ، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ، وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد ، وأبو عبيدة بن الجراح ، حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعَرَض عليهم الإسلام ، وأنبأهم بشرائعه ، فأسلموا جميعاً في ساعةٍ واحدةٍ ، وذلك قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ، وقبل أن يدعو فيها .. جوار الله بلغ أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الذين خرجوا الى الحبشة أن أهل مكة قد أسلموا ، فغادروا الحبشة عائدين ، ولكن حين دنو من مكة علموا بأن هذا النبأ خاطيء ، فلم يدخل أحد منهم الى مكة إلا بجوار أو مستخفيا وكانوا ثلاثة وثلاثون منهم عثمان بن مظعون الذي دخل بجوار من الوليد بن المغيرة ..
ولكن لما رأى -رضي الله عنه- ما فيه أصحـاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من البلاء وهو يغـدو ويروح في أمـان من الوليد بن المغيرة قال ( والله إن غدوي ورواحي آمنا بجوار رجل من الشرك ، وأصحابي وأهل ديني يلقون من البلاء والأذى ما لا يصيبني لنقص كبير في نفسي ) .. فمشى الى الوليد بن المغيرة فقال له ( يا أبا عبد شمس ، وَفَت ذمتك ، قد رددت إليك جوارك ) .. فقال له ( يا ابن أخي لعله آذاك أحد من قومي ).. قال ( لا ، ولكني أرضى بجوار الله ولا أريد أن أستجير بغيره ).. فقال ( فانطلق الى المسجد فاردد علي جواري علانية كما أجرتك علانية ) .. فانطلقا حتى أتيا المسجد فقال الوليد ( هذا عثمان قد جاء يرد عليّ جواري )... قال عثمان ( صدق قد وجدته وفيا كريم الجوار ولكني أحببت أن لا أستجير بغير الله ، فقد رددت عليه جواره )
ثم انصرف عثمان ، ولبيـد بن ربيعة في مجلس من قريش يُنشـدهم ، فجلس معهم عثمان ، فقل لبيـد ( ألا كل شيء ما خلا الله باطـل ).. قال عثمان ( صدقت ).. قال لبيد ( وكل نعيم لا محالة زائل ) .. قال عثمان ( كذبت ، نعيم الجنة لا يزول ).. قال لبيد ( يا معشر قريش ، والله ما كان يؤذى جليسكم ، فمتى حدث هذا فيكم ؟).. فقال رجل من القوم ( إن هذا سفيه من سفهاء معه ، قد فارقوا ديننا فلا تجدن في نفسك من قوله ).. فرد عثمان عليه حتى شري أمرهم ، فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخضّرها والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان ، فقال ( أما والله يا ابن أخي ، إن كانت عينك عما أصابها لغنية ، لقد كنت في ذمة منيعة ).. فقال عثمان ( بل والله إن عيني الصحيحة لفقيرة الى مثل ما أصاب أختها في الله وإني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس ).. فقال الوليد ( هلم يا ابن أخي ، إن شئت فعد الى جوارك ).. فقال عثمان ( لا ).. الراهب الجليل وهاجر عثمان بن مظعـون الى المدينة مع الرسـول صلى الله عليه وسلم والمسلميـن ، وظهرت حقيقته الطاهرة ، فهو راهـب الليل والنهار وفارسهمـا معا ، تفرغ للعبادة وانقطع عن مناعم الحياة فلا يلبس إلا الخشـن ولا يأكل إلا الطعام الجشِب ، فقد دخل يوما المسجد ، وكان يرتدي لباسا تمزق ، فرقعه بقطعة من فروة ، فرق له قلب النبي صلى الله عليه وسلم ودمعت عيون الصحابة فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ( كيف أنتم يوم يغدو أحدكم في حُلّة ، ويروح في أخرى ، وتوضع بين يديه قصعة وترفع أخرى ، وسَتَرتم بيوتكم كما تستر الكعبة ؟).. قال الأصحاب ( وَدِدْنا أن ذلك يكون يا رسول الله ، فنُصيب الرخاء والعيش ).. فأجابهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( إن ذلك لكائن ، وأنتم اليوم خير منكم يومئـذ ).. البيت واتّخَذَ عثمان بن مظعون بيتاً فقعد يتعبّد فيه ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه ، فأخذ بعِضادتَيْ باب البيت الذي هو فيه فقال ( يا عثمان إن الله لم يبعثني بالرهبانيّة ، مرّتين أو ثلاثاً ، وإنّ خيرَ الدّين عند الله الحنيفيّة السمحة ) .. الاسوة الحسنة وحين سمع ابـن مظعـون ذلك زاد هربا من النعيم ، بل حتى الرفث الى زوجته نأى عنه وانتهى ، فقد دخلت امرأةُ عثمان على نساء النبـي صلى الله عليه وسلم فَرَأيْنها سيّئة الهيئة ، فقُلن لها ( مَا لكِ ؟ فما في قريش أغنى من بعلِك ؟).. قالت ( ما لنا منه شيءٌ ، أمّا ليلهُ فقائمٌ ، وأمّا نهارَهُ فصائم ) ..
فدخل النبـي صلى الله عليه وسلم فذكَرْنَ ذلك له ، فلقيهُ فقال ( يا عثمان بن مظعون أمَا لكَ بي أسوة ) .. فقال ( بأبي وأمي ، وما ذاك ؟).. قال ( تصوم النهار وتقومُ الليلَ ؟!).. قال ( إنّي لأفعل ).. قال ( لا تفعلْ ، إنّ لعينيك عليك حقّاً ، وإن لجسدك حقّاً ، وإن لأهلك حقّاً ، فصلّ ونمْ ، وصُم وأفطر ) ..
فأتت امرأته على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك عطرةُ عروس ، فقُلنَ لها ( مَهْ ؟!) .. قالت ( أصابنا ما أصاب الناس ) .. وفاته وحين كانت روحه تتأهب للقاء ربها وليكون صاحبها أول المهاجرين وفاة بالمدينة سنة ( 2 هـ ) ، كان الرسول صلى الله عليه وسلم الى جانبه يقبل جبينه ويعطره بدموعه وودعه الرسـول صلى الله عليه وسلم قائلا ( رحمك الله أبا السائب ، خرجت من الدنيا وما أصبت منها ولا أصابت منك ).. ولم ينسه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أبدا حتى حين ودع ابنته رقية حين فاضت روحها قال لها ( الحقي بسلفنا الخيِّر ، عثمان بن مظعون ) الرثاء وقالت امرأته ترثيه يا عينُ جودي بدمعٍ غيـر ممنُونِ ***** على رزية عثمان بن مظعـون على امرىءٍ فـي رضوانِ خالقـه ***** طُوبى له من فقيد الشخص مدفونِ طاب البقيـعُ له سكنى وغرقـده ***** وأشرقتْ أرضُهُ من بعد تعييـن وأورثَ القلبَ حُزْناً لا انقطاع له ***** حتى الممات فما تَرقَى له شوني
يتبع
| |
|
| |
وجه الحنين..♥ عضو مميز
عدد المساهمات : 149 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 21/07/2013
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. الجمعة يوليو 26, 2013 3:28 am | |
| عدى بن حاتم بن الطائى رضي الله عنه
" يا عُديّ بن حاتم أسلمْ تسلمْ " حديث شريف
مـن هــو ؟ عُديّ بن حاتم بن عبد الله الطائي وكنيته أبو طريف ، ابن حاتم الطائي الذي يضرب بجوده المثل ، كان نصرانياً ، ووفد على الرسول صلى الله عليه وسلم في سنة سبع فأكرمه واحترمه وحسُنَ إسلامه ، ومنع قومه من الردة بقوة إيمانه ، وحَسُن رأيه اسلامه وقعت أخت عُدي في الأسر ، فمنّ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتت أخاها في بلاد الشام فكلمته في المجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء وأسلم
قال عُدي بُعِثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بُعث فكرهته أشدّ ما كرهت شيئاً قط ، فانطلقتُ حتى إذا كنت في أقصى الأرض ممّا يلي الروم ، فكرهتُ مكاني ذلك مثلما كرهته أو أشدّ ، فقلتُ ( لو أتيتُ هذا الرجل ، فإن كان كاذباً لم يخفَ عليّ ، وإن كان صادقاً اتبعته ).. فأقبلتُ فلمّا قدمتُ المدينة استشرفني الناس وقالوا ( عُدي بن حاتم ! عُدي بن حاتم )
فأتيته فقال لي ( يا عديّ بن حاتم أسلمْ تسلمْ ) فقلتُ ( إنّ لي ديناً !) قال ( أنا أعلم بدينك منك ) قلتُ ( أنت أعلم بديني مني ؟!) قال ( نعم ) .. مرّتين أو ثلاثاً قال ( ألست ترأس قومك ؟) قلتُ ( بلى ) قال ( ألستَ رُكوسيّاً -فرقة مترددة بين النصارى والصابئين- ألستَ تأكل المرباع ؟) قلتُ ( بلى ) قال ( فإن ذلك لا يحلّ في دينَك !).. فنضنضتُ لذلك ثم قال ( يا عديّ أسلمْ تسلمْ ) قلتُ ( قد أرى ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنّه ما يمنعك أن تسلم إلا غضاضةً تراها ممّن حولي ، وأنت ترى الناس علينا إلْباً واحداً ؟) قال ( هل أتيتَ الحيرة ؟) فقلتُ ( لم آتِها وقد علمتُ مكانها ) قال ( يُوشك الظعينة أن ترحل من الحيرة بغير جوار ، أو حتى تطوف بالبيت ، ولتفتحنّ علينا كنوز كسرى بن هرمز ) قلتُ ( قلتَ كسرى بن هرمز !!) قال ( كسرى بن هرمز ) .. مرتين أو ثلاثة .. ( وليفيضنّ المالُ حتى يهمَّ الرجل مِنْ يقبلُ صدقتَهُ )
قال عدي ( فرأيتُ اثنتين الظعينة -المرأة- في الهودج تأتي حاجةً لا تحتاج إلى جوار ، وقد كنتُ في أول خيل أغارت على كنوز كسرى بن هرمز ، وأحلف بالله لتجيئنّ الثالثة ، إنّه قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ) فضله قَدِمَ عُدَي بن حاتم على أبي بكر بصدقات قومه ، وشهد فتوحَ العراق مع سعد ، وكان مع خالد فيمن قطع بدِّيَّة السَّماوة إلى الشام ، وشهد كثيراً من فتوحها نزل الكوفة وابتنى بها داراً في طيء وقد قَدِمَ على عمر بن الخطاب ، فرأى منه جفاءً في العطاء والبشاشة ، ولم يلحقه بنظرائه ، فقال عدي ( يا أمير المؤنين ، أتعرفني !).. فضحك عمر ثم قال ( نعم ، والله إني لأعرفـك ، أسلمت إذ كفـروا ، وعرفتَ إذْ أنكروا ، وأقبلتَ إذْ أدبـروا ، ووَفَيْتَ إذْ غدروا ، وإنّ أول صدقة بيّضتْ وجْهَ رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة طيء حيثُ جئتَ بها ) .. وأخذ يعتذر منه في فعله لأولئك ، فقال عدي ( فلا أبالي إذن ) عينه يوم مقتـل عثمان قال عُديّ ( لا ينتطح فيها عنـزان ) .. ولم يزل مع علي بن أبـي طالب وشهد معه الجمل وصفّين .. فلمّا فقئت عينـه يوم الجمل قيل له ( أما قلت لا ينتطح فيها عنزان ؟!) .. قال ( بلى وتفقأ عيون كثيرة ) الوفاة توفي أبو طريف مُعَمّراً في عام ( 68 هـ ) في الكوفة
يتبع
| |
|
| |
وجه الحنين..♥ عضو مميز
عدد المساهمات : 149 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 21/07/2013
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. الجمعة يوليو 26, 2013 3:28 am | |
| عقبة بن نافع رضي الله عنه
" يا ربِّ لولا هذا البحرُ لمضيتُ في البلاد مُجاهداً في سبيلك ، أنشر دينكَ المبين " عُقبة بن نافع
مـن هــو ؟ عُقبة بن نافع بن عبد القيس القرشـيّ ، وُلِدَ في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وخاله عمرو بن العاص ، وشهد معه فتح مصر واختطّ بها ثم ولاهُ يزيد بن معاوية إمرة المغرب ، وهو الذي بنى القيروان الرفعة والعافية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في عقبة بن نافع ( رأيتُ كأنّي في دار عُقبة بن نافع ، فأتينا برُطَبٍ أبّر -مُلَقّح- طاب ، فأوّلتُها الرفعة والعافية وإنّ دينَنَا قد طاب لنا ) مصر شَهِدَ عُقبة بن نافع فتح مصر ( 18-21 هـ )، واختطّ بها ، فقد اتّخذ فيها أرضاً ووضع لها علاماً ليعلم أنها ملكه ، وقد بعثه عمرو بن العاص إلى القرى التي حولها ، فدخلت خيولهم أرض النوبة غزاةً ، فلقي المسلمون قتالاً شديداً غزوات عقبة في عام ( 20 هـ ) أرسل عمرو بن العاص عُقبة بن نافع على رأس جيش إسلامي ، تمكّن من فتح برقة ، وفزان ، وزويلة ، وقد اتّخذ عُقبة من برقةَ قاعدةً لنشر الإسلام في المناطق الواقعة غرب مصر
قال خليفة في سنة إحدى وأربعين ولى عمرو بن العاص ، وهو على مصر عقبة بن نافع افريقية ، فانتهى إلى قونِية -وهي من أعظم مدن الإسلام ببلاد الروم - وقَراقِيَةَ - على طريق الإسكندرية إلى افريقية - فأطاعوه ، ثم كفروا ، فغزاهم من سَبْتَةَ فقتل وسبى ، وفيها سنة اثنتين وأربعين غزا عقبة بن نافع إفريقية فافتتح غُدامس ، وفي سنة ثلاث وأربعين غزا عقبة بن نافع فافتتح كُوراً من بلاد السودان ، وافتتح وَدّان ، وهي من حيدة برقة ، وكلها من بلاد إفريقية فتح افريقية فلمّا ولي معاوية بن أبي سفيان وجّه عُقبة بن نافع إلى افريقية عام ( 50 هـ ) ، غازياً في عشرة آلاف من المسلمين ، فافتتحها واختطّ قيروانها ، وقد كان موضعه بستاناً واسعاً ، لا ترام من السباع والحيات وغير ذلك من الدّواب ، فدعا الله عليها ، فلم يبقَ فيها شيء مما كان فيها إلا خرج هارباً بإذن الله ، فقد وقف وقال ( يا أهل الوادي ، إنّا حالون -إن شاء الله- فاظعنوا ) ثلاث مرات ، قيل ( فما رأينا حجراً ولا شجراً ، إلا يخرج من تحته دابّة حتى هبطن بطنَ الوادي ) .. ثم قال للناس ( انزلوا باسم الله ) .. فأسلم خلق كبير من البربر ، فقد كان عُقبة بن نافع مُجاب الدعوة
وهكذا أصبحت القيروان قاعدة حربية لتأمين الخطوط الدفاعية الإسلامية في المنطقة ، ونقطة إنطلاق لنشر الإسلام بين السكان هناك بحر الظلمات ولمّا عادَ عُقبة للولاية ثانيـةً عام ( 60 هـ ) سار بقواتـه غرباً حتى وصل المحيـط الإطلسي ( بحر الظلمات ) عام ( 62 هـ ) ، فتوقّف حينئـذ وقال ( يا ربِّ لولا هذا البحرُ لمضيتُ في البلاد مُجاهداً في سبيلك ، أنشر دينكَ المبينَ ، رافعاً راية الإسلام فوقَ كل مكانٍ حصينٍ ، استعصى على جبابرة الأقدمين ) الشهادة وفي أثناء عودة عُقبة بن نافع إلى القيروان ، فاجأهُ ( كُسَيْلةُ ) بفريق من البربر وحلفائه البيزنطيين ، واشتبكوا معه في معركة انتهت باستشهاده مع عدد من الجنود استشهد عُقبة في إفريقيـة سنة ( 63 هـ )، وأوصى أبناءه ألا يقبلـوا الحديث عن رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- إلا من ثقة ، وألا تشغلهم الإمارةُ عن القرآن
يتبع
| |
|
| |
وجه الحنين..♥ عضو مميز
عدد المساهمات : 149 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 21/07/2013
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. الجمعة يوليو 26, 2013 3:29 am | |
| عمران بن حصين رضي الله عنه
" ما قدم البصرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد يَفضل عمران بن حصين " الحسن البصري ، ابن سيرين
مـن هــو ؟ عمران بن حُصين بن عبيد الخزاعي وكنيته أبو نُجَيْـد ، أسلم هو وأبوه وأبوهريرة سنة سبع هجرية في عام خَيْبـر ، وغزا عدّة غزوات وحمل راية خزاعة يوم الفتح .. ايمانه إيمان عمران بن حصين صورة من صور الصدق والزهد والورع والتفاني وحب الله وطاعته ، ومع هذا فهو يبكي و يقول ( يا ليتني كنت رمادا ، تذْروه الرياح ) .. ذلك أن هؤلاء الرجال كانوا يخافون الله لإدراكهم لعظمته وجلاله ، ولإدراكهم لحقيقة عجزهم عن شكره وعبادته ، ولقد سأل الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم يوما فقالوا ( يا رسول الله ، ما لنا إذا كنا عندك رقّت قلوبنا ، وزهدنا دنيانا ، وكأننا نرى الآخرة رأي العين ، حتى إذا خرجنا من عندك ، ولقينا أهلنا وأولادنا ودنيانا أنكرنا أنفسنا ؟) .. فأجابهم عليه السلام ( والذي نفسي بيده ، لو تدومون على حالكم عندي ، لصافحتكم الملائكة عِياناً ، ولكن ساعة وساعة ) .. وسمع عمران هذا الحديث وأبى أن يعيش حياته ساعة وساعة وإنما ساعة واحدة موصولة النجوى والتبتُّل لله رب العالمين .. البصرة في خلافة عمر بن الخطاب أرسله الخليفة الى البصرة ليُفَقّه أهلها ويعلمهم ، وفي البصرة حطّ الرحال ، وأقبل عليه أهلها مُذ عرفوه يتبركون به ويستضيئـون بتقواه ، قال الحسن البصـري وابن سيرين ( ما قدم البصـرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد يَفضـل عمران بن حصين ) .. فضله منذ وضع عمران يمينه بيمين الرسول صلى الله عليه وسلم أصبحت يده اليمين موضع تكريم كبير ، فآلى على نفسه ألا يستخدمها إلا في كل عمل طيب وكريم عن أبي رجاء العُطاردي قال ( خرج علينا عمران بن حُصين في مِطْرَفِ خَزّ لم نره عليه قَبْلُ ولا بعدُ فقال قال رسول اللـه صلى الله عليه وسلم ( إن الله إذا أنعمَ على عبدٍ نعمةً يحب أن يُرى أثَرُ نعمتِهِ على عبده ) ..
وعندما أوكل عبيد الله بن زياد القضاء إلى عمران بن حُصين ، اختصم إليه رجلان ، قامت على أحدهما البيّنة فقضى عليه ، فقال الرجل ( قضيت عليّ ولم تألُ ، فوالله إنها لباطل ).. قال ( الله الذي لا إله إلا هو ؟؟) .. فوثب فدخل على عبيد الله بن زياد وقال ( اعزلني من القضاء ) .. قال ( مهلاً يا أبا النُجيد ) .. قال ( لا والله الذي لا إله إلا هو لا أقضي بين رجلين ما عبدتُ الله ) الفتنة لما وقع النزاع الكبير بين علي بن أبي طالب ومعاوية ، وقف عمران بن حصين موقف الحياد ، ورفع صوته بين الناس داعيا إياهم أن يكفوا عن الإشتراك في تلك الحروب ويقول ( لأن أرْعى أعنزا حَضنيّات في رأس جبل حتى يدركني الموت ، أحب إليَّ من أن أرمي في أحدِ الفريقين بسهم ، أخطأ أم أصاب ) .. كما كان يوصي من يلقاه من المسلمين قائلا ( الْزم مسجدك ، فإن دُخِلَ عليك فالزم بيتك ، فإن دَخَل عليك بيتك من يريد نفسك ومالك فقاتِلْه ) .. مرضه حقق إيمان عمران بن حصين أعظم نجاح حين أصابه مرض موجع ، فقد أصاب بطنه داء الإستسقاء ، لبث معه ثلاثين عاما ، ما ضَجِر منه ولا قال أُفّ ، بل كان مثابرا على عبادته ، وإذا هوّن عليه عواده أمر علته بكلمات مشجعة ابتسم لهم وقال ( إن أحب الأشياء الى نفسي ، أحبها الى الله ) .. وكان يُعرض عليه الكي فيأبى أن يكتوي ، حتى كان قبل وفاته بسنتين فاكتوى .. فقد كان عمران ينهى عن الكيّ ، فابتُليَ فاكتوى ، فكان يعجُّ ويقول ( لقد اكتويتُ كيّةً بنار ما أبرأتْ من ألمٍ ولا شفتْ من سَقَمٍ ) .. وفاته وكانت وصيته لأهله وإخوانه حين أدركه الموت ( إذا رجعتم من دفني ، فانحروا وأطعموا ) .. أجل فموت مؤمن مثل عمران بن الحصين هو حفل زفاف عظيم ، تزفّ فيه روح عالية راضية الى جنة عرضها السموات والأرض ، وكانت الوفاة في عام ( 52 هـ ) ..
يتبع | |
|
| |
وجه الحنين..♥ عضو مميز
عدد المساهمات : 149 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 21/07/2013
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. الجمعة يوليو 26, 2013 3:29 am | |
| عكرمة بن أبى جهل رضي الله عنه
" مرحباً بالراكب المهاجر " حديث شريف
مـن هــو ؟ عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة القرشيّ المخزومي وكنيته أبو عثمان ، أسلم بعد الفتح ، فقد كان هارباً الى اليمن وعند عودته قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مرحباً بالراكب المهاجر ) .. وقد حسُنَ إسلامه ، وشارك في حروب الردة الهروب تحولت إلي عكرمة رئاسة بني مخزوم بعد مقتل أبيه ( أبو جهل ) في غزوة بدر ، وكان من رؤوس الكفر والغلاة فيه ، فرزقه الله الإسلام
فقد عهد رسـول اللـه صلى الله عليه وسلم إلى أمرائه من المسلمين حين أمرهم أن يدخلوا مكة ألا يقتلوا إلا من قاتلهم ، إلا أنه قد عهد في نفر سماهم ، أمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة منهم عكرمة بن أبي جهل ، فركب عكرمة البحر ، فأصابهم عاصف ، فقال أصحاب السفينة لمن في السفينة ( أخلصوا ، فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئاً هاهنا ) .. فقال عكرمة ( لئن لم يُنجّني في البحر إلا الإخلاص ما يُنجّيني في البرّ غيره ، اللهم إنّ لك علي عهداً إن أنت عافيتني مما أنا فيه ، أني آتي محمداً حتى أضع يدي في يده ، فلأجدنّه عفواً كريماً ) الأمان وأسلمت زوجته ( أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة ) يوم الفتح ، فقالت ( يا رسول الله ، قد هرب عكرمة منك إلى اليمن ، وخاف أن تقتله فآمنهُ ) .. فقال رسـول الله صلى الله عليه وسلم ( هو آمن ) .. فخرجت في طلبه ، فأدركته باليمن ، فجعلت تلمح إليه وتقول ( يا ابن عم ، جئتُك من عند أوصل الناس وأبرّ الناس وخير الناس ، لا تهلك نفسك ) .. فوقف لها حتى أدركته فقالت ( إني قد استأمنتُ لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .. قال ( أنتِ فعلتِ ؟) .. قالت ( نعم ، أنا كلمتُهُ فأمّنَك ) .. فرجع معها .. اسلامه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمناً مهاجراً ، فلا تسبّوا أباه فإن سبّ الميت يؤذي الحي ، ولا تبلغ الميت )
فلمّا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم آمناً على دمه قال له ( مرحباً بالراكب المهاجر أو المسافر ) .. فوقف بين يديه ومعه زوجته متنقبة فقال ( يا محمد ، إنّ هذه أخبرتني أنك أمّنتني ؟!) .. فقال رسول اللـه صلى الله عليه وسلم ( صدقتْ ، فأنت آمن ) .. قال عكرمة ( فإلام تدعو ؟) .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أدعو إلى أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتفعل ) .. حتى عدّ خصال الإسلام .. فقال عكرمة ( واللـه ما دعوت إلا إلى الحـق ، وأمر حسن جميل ، قد كنت واللـه فينا قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه وأنتَ أصدقنا حديثاً ، وأبرّنا أمانة ) .. ثم قال عكرمة ( فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله )
فسُرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال ( يا رسول الله ، علّمني خير شيءٍ أقوله ) .. قال ( تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ) .. ثم قال ( ثم ماذا ؟) .. قال ( تقول اللهم إني أشهدك أنّي مهاجر مجاهد ) .. فقال عكرمة ذلك ..
ثم قال النبـيصلى الله عليه وسلم ( ما أنتَ سائلي شيئاً أعطيه أحداً من الناس إلا أعطيتك ) .. فقال ( أمّا إني لا أسألك مالاً ، إني أكثر قريش مالاً ، ولكن أسألك أن تستغفر لي ) .. وقال ( كل نفقة أنفقتُها لأصدّ بها عن سبيل اللـه ، فوالله لئن طالت بي حياة لأضعفنّ ذلك كله ) .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم اغفر له كلّ عداوةٍ عادانيها ، وكل مسير سار فيه إلى موضع يريد بذلك المسير إطفاء نورك ) .. فقال عكرمة ( رضيتُ يا رسول الله )
وكان إسلام عكرمة سنة ثمان من الهجرة ، فأسلم وكان محمود البلاء في الإسلام ، وكان إذا اجتهد في اليمين قال ( لا والذي نجّاني يوم بدر ) الأحياء والأموات وقدم عكرمة المدينة ، فجعل كلّما مر بمجلس من مجالس الأنصار قالوا ( هذا ابن أبي جهل ) .. فيسبّون أبا جهل ، فشكا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال الرسول الكريم ( لا تُؤذوا الأحياء بسبب الأموات ) .. جهاده استعمله أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- على عُمان حين ارتدوا ، فقاتلهم وأظفره الله بهم ، ولما ندب أبو بكر النّاس لغزو الروم ، وقدم الناس فعسكروا بالجُرْفِ -موضع من المدينة نحو الشام- خرج أبو بكر يطوف في معسكرهم ، ويقوي الضعيف منهم ، فبصر بخباءٍ عظيم ، حوله المرابط ، ثمانية أفراس ورماح وعـدّة ظاهرة ، فانتهى إلى الخبـاء ، فإذا خباءُ عكرمة فسلّم عليـه ، وجزاه أبو بكر خيـراً ، وعرض عليه المعونة ، فقال له عكرمة ( أنا غني عنها ، معي ألفا دينار ، فاصرِفْ معونتك إلى غيري ) .. فدعا له أبو بكر بخير الشام والشهادة استشهد عكرمة بن أبي جهل في عام 13 هـ في خلافة أبو بكر الصديق يوم ( مرج الصُّفَّر )000وقيل في اليرموك سنة ( 15 هـ ) في خلافة عمر ، ولم يُعقِب
فلمّا كان يوم اليرموك نزل فترجّل فقاتل قتالاً شديداً ، ولمّا ترجل قال له خالد بن الوليد ( لا تفعل ، فإنّ قتلك على المسلمين شديد ) .. فقال ( خلّ عني يا خالد ، فإنه قد كان لك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابقة ، وإني وأبي كنّا مع أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .. فمشى حتى قُتِل ، فوجدوا به بضعةً وسبعين ما بين ضربة وطعنة ورمية ..
وقيل أنه قال يوم اليرموك ( قاتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل موطن ، وأفر منكم اليوم ؟!) .. ثم نادى ( مَنْ يُبايع على الموت ؟) .. فبايعه الحارث بن هشام في أربع مائة من وجوه المسلمين وفرسانهم ، فقاتلوا حتى أثبتوا جميعاً جراحةً وقُتِلوا إلا من نبأ ..
يتبع
| |
|
| |
وجه الحنين..♥ عضو مميز
عدد المساهمات : 149 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 21/07/2013
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. الجمعة يوليو 26, 2013 3:29 am | |
| العلاء بن الحضرمى رضي الله عنه
مـن هــو ؟ العلاء بن الحضرمي عبد الله بن ضِماد اليمني ، من حضرموت ، أسلم قديماً وهو أخو عامر بن الحضرمي الذي قُتِلَ يوم بـدر كافراً ، وأخوهما عمـرو الحضرمي أول قتيـل من المشركين قتله مسلم ، وكان أوّل مالٍ خُمّـسَ في الإسلام ، قُتِـلَ يوم النخلة ، وأبوهـم عبد الله كان حليف حرب بن أميـة البحرين فقد بعث الرسول صلى الله عليه وسلم العلاء الحضرمي مُنْصَرَفَهُ من الجعرانة إلى المنذر بن ساوى العبدي بالبحرين ، وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المنذر معه كتاباً يدعوه فيه إلى الإسلام ، وخلّى بين العلاء وبين الصدقة يجتبيها ، فقد كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم للعلاء كتاباً فيه فرائض الصدقة في الإبل والبقر والغنم والثمار والأموال ، يصدّقهم على ذلك ، وأمره أن يأخذ الصدقة من أغنيائهم فيردّها على فقرائهم ، وبعث رسـول الله صلى الله عليه وسلم معه نفراً فيهم أبو هريرة ، وقال له ( استـوْصِ به خيـراً ) .. ثم عزله عن البحرين وبعـث أبان بن سعيد عاملاً عليها .. عهد أبو بكر وعندما قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدّ ربيعة بالبحرين ، أقبل أبان بن سعيد إلى المدينة وترك عمله ، فأجمع أبو بكر بَعْثَةَ العلاء بن الحضرمي فدعاهُ ، فقال ( إني وجدتُك من عُمّال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين ولّى ، فرأيتُ أن أولّيَكَ ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم وَلاّكَ ، فعليك بتقوى الله ) .. فخرج العلاء بن الحضرمي من المدينة في ستةَ عشرَ راكباً ، معه فُرات بن حيّان العِجلي دليلاً
وكتب أبوبكر كتاباً للعلاء أن ينفر معه كلّ من مرَّ به من المسلمين إلى عدوّهم ، فسار العلاء فيمن تبعه منهم حتى نزل بحصن -جواثا- فقاتلهم ، فلم يفلت منهم أحداً ، ثم أتى القطيفَ وبها جمعٌ من العجم ، فقاتلهم فأصاب منهم طرفاً ، وانهزموا فانضمّتِ الأعاجم إلى الزارة ، فأتاهم العلاء فنزل الخطّ على ساحل البحر فقاتلهم وحاصرهم إلى أن توفي أبو بكر الصديق .. عهد عمر ووَليَ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ، وطلب أهل الزارة الصلحَ ، فصالحهم العلاء .. ثم عبر إلى أهل دارين ، فقاتلهم فقتل المقاتلة ، وحوى الذراري .. وبعث العلاء عَرْفَجةَ بن هَرثَمة إلى أسياف فارس ، فقطع في السفن فكان أول من فتح جزيرة بأرض فارس ، واتخذ فيها مسجداً ، وأغار على باريخان والأسياف ، وذلك سنة أربع عشرة .. الدعاء كان العلاء بن الحضرمي من سادات الصحابة العلماء العُبّاد ، مجابي الدّعاء اتفق له في غزو أهل الردة في البحرين أنه نزل منزلاً ، فلم يستقر الناس على الأرض حتى نفرت الإبل بما عليها من زاد الجيش وخيامهم وشرابهم ، وبقوا على الأرض ليس معهم شيء سوى ثيابهم ولم يقدروا منها على بعير واحد ، فركب الناس من الهمّ والغمّ ما لا يحد ولا يُوصف ، وجعل بعضهم يوصي إلى بعض ، فنادى مُنادي العلاء ، فاجتمع الناس إليه فقال ( إيّها الناس ألستم مسلمين ؟ ألستم في سبيل الله ؟ ألستم أنصار الله ؟ ) قالوا ( بلى ) .. قال ( فأبشروا ، فوالله لا يخذل الله مَنْ كان في مثل حالكم ) .. ونوديَ بصلاة الصبح حين طلع الفجر ، فصلى بالناس ، فلما قضى الصلاة جَثَا على ركبتيه وجَثا الناس ، ونَصب في الدعاء ، ورفع يديه ، وفعل الناس مثله حتى طلعت الشمس ، وجعل الناس ينظرون إلى سراب الشمس يلمع مرّة بعد أخرى ، وهو يجتهد بالدعاء ، فلمّا بلغ الثالثة إذا قد خلق الله إلى جانبهم غديراً عظيماً من الماء القُراح ، فمشى ومشى الناس إليه فشربوا واغتسلوا ، فما تعالى النّهار حتى أقبلت الإبل من كل فجّ بما عليها ، لم يفقد الناس من أمتعتهم سلكاً ، فسقوا الإبل عَللاً بعد نهل .. الجيوش المرتدة لمّا اقترب المسلمون من جيوش المرتدة نزل العلاء والمسلمون معه ، وباتوا متجاورين في المنازل ، وبينما المسلمون في الليل إذ سمع العلاء أصواتاً عاليةً في جيش المرتدين ، فقال ( مَنْ رجلٌ يكشف لنا خبر هؤلاء ) .. فقام عبد الله بن حذف ، فدخل فيهم فوجدهم سُكارى لا يعقلون من الشراب ، فرجع إليه فأخبره .. فركب العلاء من فوره والجيش معه ، فكَبسوا أولئك فقتلوهم قتلاً عظيماً ، وقلّ من هرب منهم ، واستولى على جميع أموالهم وحواصلهم وأثقالهم ، فكانت غنيمةً عظيمةً جسيمة ، ثم ركب المسلمون في آثار المنهزمين يقتلونهم بكل مرصد وطريق .. ركوب البحر وذهب مَنْ فرَّ أو أكثرهم في البحر إلى دارين ، ركبوا إليها السُّفن ، فقال العلاء بن الحضرمي ( اذهبوا بنا إلى دارين لنغزوَ مَنْ بها من الأعداء ) .. فأجابوه إلى ذلك سريعاً ، فسار بهم حتى أتى ساحل البحر ليركبوا في السفن ، فرأى أن الشُّقّة بعيدة لا يصلون إليها في السفن حتى يذهب أعداء الله ، فاقتحم البحر بفرسِه وهو يقول ( يا أرحم الراحمين !! يا حكيم يا كريم !! يا أحد يا صمد !! يا حيُّ يا مُحيي !! يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام !! لا إله إلا أنت يا ربّنا !!)
وأمر الجيش أن يقولوا ذلك ويقتحموا ، ففعلوا ذلك ، فأجاز بهم الخليج بإذن الله تعالى يمشون على مثل رملةٍ دَمِثةٍ فوقها ماءٌ لا يغمر أخفاف الإبل ، ولا يصل إلى ركب الخيل ، ومسيرته للسفن يوم وليلة ، فقطعه إلى الساحل الآخر ، فقاتل عدوّه وقهرهم ، واحتاز غنائمهم .. ثم رجع فقطعه إلى الجانب الآخر فعاد إلى موضعه الأول ، وذلك كله في يوم ، ولم يترك من العدو مخبراً ، ولم يفقد المسلمون في البحر شيئاً سوى عليقة فرس لرجل من المسلمين ومع هذا رجع العلاء فجاءه بها !!..
وقد قال عفيف بن المنذر في مرورهم في البحر ألَـمْ تَرَ أنّ الله ذَلّـلَ بَحْـرَهُ ***** وأنزلَ بالكُفّارِ إحدى الجلائـلِ دَعُوْناَ إلى شقِّ البحارِ فجاءنا ***** بأعْجَبَ مِنْ فَلْقِ البحار الأوائلِ كتاب عمر كتب عمر بن الخطاب إلى العلاء بن الحضرمي وهو بالبحرين ( أن سِـرْ إلى عُتبة بن غزوان فقد وَلّيتُك عملهُ ، واعلم أنّك تقدم على رجل من المهاجرين الأوّليين الذين سبقت لهم من الله الحُسْنَى ، لم أعزِلْهُ إلا أن يكون عفيفاً صليباً شديد البأس ، ولكنّي ظننتُ أنّك أغنى عن المسلمين في تلك الناحية منه فاعرف له حقّه ، وقد ولّيتُ قبلك رجلاً فمات قبل أن يصلي ، فإن يُرد الله أن تَليَ وَليتَ وإن يُرد الله أن يَليَ عُتبة ، فالخلق والأمر لله رب العالمين ، واعلم أن أمر الله محفوظ بحفظه الذي أنزله ، فانظر الذي خُلِقْتَ له فاكْدَح له ودَعْ ما سواه ، فإن الدنيا أمدٌ والآخرة مدَدٌ ، فلا يشغلنّك شيءٌ مُدْبِرٌ خيره عن شيءٍ باقٍ شرّه ، واهرب إلى الله من سخطه ، فإن الله يجمع لمن شاء الفضيلة في حُكمه وعلمه ، نسأل الله لنا ولك العونَ على طاعته والنّجاة من عذابه )
فخرج العلاء بن الحضرمي من البحرين في رهط منهم أبو هريرة وأبو بكرة ، فلمّا كانوا بلِياسٍ قريباً من الصِّعاب ، وهي من أرض بني تميم مات العلاء بن الحضرمي ، فرجع أبو هريرة إلى البحرين ، وقدم أبو بكرة إلى البصرة .. أبو هريرة قال أبوهريرة -رضي الله عنه- بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع العلاء بن الحضرمي ، وأوصاه بي خيراً ، فلما فصلنا قال لي ( إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصاني بك خيراً ، فانظُرْ ماذا تحبّ ؟) .. فقلتُ ( تجعلني أوذّن لك ، ولا تسبقني بأمين ) .. فأعطاه ذلك ..
كان أبو هريرة -رضي الله عنه- يقول ( رأيتُ من العلاء بن الحضرمي ثلاثة أشياء لا أزال أحبّه أبداً ، رأيته قطع البحر على فرسه يوم دارين !! .. وقدم من المدينة يريد البحرين فلمّا كان بالدَّهناء نفِدَ ماؤهم ، فدعا الله تعالى لهم ، فنبع لهم من تحت رَمْلَةٍ فارتَوَوْا وارتحلوا ، وأُنْسِيَ رجلٌ منهم بعض متاعه ، فرجع فأخذه ولم يجد الماء !!..
وخرجتُ معه من البحرين إلى صفّ البصرة ، فلمّا كنّا بلياس مات ، ونحن على غير ماءٍ ، فأبدى الله لنا سحابةً فمُطرنا ، فغسّلناه وحفرنا له بسيوفِنَا ، ولم نُلحِد له ودفنّاه ومضينا ، فقال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دفنّاه ولم نلحد له) .. فرجعنا لِنُلْحِد له فلم نجد موضع قبره ، وقدم أبو بكرة البصرة بوفاة العلاء الحضرمي ).. وفاته توفي العلاء بن الحضرمي في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سنة أربع عشرة ، وقيل سنة إحدى وعشرين والياً على البحرين ..
يتبع
| |
|
| |
وجه الحنين..♥ عضو مميز
عدد المساهمات : 149 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 21/07/2013
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. الجمعة يوليو 26, 2013 3:30 am | |
| عمرو بن ثابت بن وقش رضي الله عنه
استشهاده
كان أبو هريرة يقول حدثوني عن رجل دخل الجنة لم يُصلِّ قط .. فإذا لم يعرفه الناس سألوه من هو ؟ .. فيقول أصيرم بني عبد الأشهل ، عمرو بن ثابت بن وقش .. وكان يأبى الإسلام على قومه ، فلما كان يوم خرج الرسول صلى الله عليه وسلم الى أحد بدا له في الإسلام فأسلم ، ثم أخذ سيفه فعدا حتى دخل في عرض الناس ، فقاتل حتى أثبتته الجراحة .. فبينما رجال من بني عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به ، فقالوا ( والله إن هذا للأصيرم ، ما جاء به ؟) .. فقالوا ( ما جاء بك يا عمرو ؟ أحَدَبٌ على قومك أم رغبة في الإسلام ؟) .. قال ( بل رغبة في الإسلام ، آمنت بالله وبرسوله وأسلمت ، ثم أخذت سيفـي فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قاتلت حتى أصابنـي ما أصابني ) .. ثم لم يلبـث أن مات في أيديهم .. فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( إنه من أهل الجنة )
يتبع | |
|
| |
وجه الحنين..♥ عضو مميز
عدد المساهمات : 149 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 21/07/2013
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. الجمعة يوليو 26, 2013 3:30 am | |
| عمران بن حصين رضي الله عنه
" ما قدم البصرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد يَفضل عمران بن حصين " الحسن البصري ، ابن سيرين
مـن هــو ؟ عمران بن حُصين بن عبيد الخزاعي وكنيته أبو نُجَيْـد ، أسلم هو وأبوه وأبوهريرة سنة سبع هجرية في عام خَيْبـر ، وغزا عدّة غزوات وحمل راية خزاعة يوم الفتح .. ايمانه إيمان عمران بن حصين صورة من صور الصدق والزهد والورع والتفاني وحب الله وطاعته ، ومع هذا فهو يبكي و يقول ( يا ليتني كنت رمادا ، تذْروه الرياح ) .. ذلك أن هؤلاء الرجال كانوا يخافون الله لإدراكهم لعظمته وجلاله ، ولإدراكهم لحقيقة عجزهم عن شكره وعبادته ، ولقد سأل الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم يوما فقالوا ( يا رسول الله ، ما لنا إذا كنا عندك رقّت قلوبنا ، وزهدنا دنيانا ، وكأننا نرى الآخرة رأي العين ، حتى إذا خرجنا من عندك ، ولقينا أهلنا وأولادنا ودنيانا أنكرنا أنفسنا ؟) .. فأجابهم عليه السلام ( والذي نفسي بيده ، لو تدومون على حالكم عندي ، لصافحتكم الملائكة عِياناً ، ولكن ساعة وساعة ) .. وسمع عمران هذا الحديث وأبى أن يعيش حياته ساعة وساعة وإنما ساعة واحدة موصولة النجوى والتبتُّل لله رب العالمين .. البصرة في خلافة عمر بن الخطاب أرسله الخليفة الى البصرة ليُفَقّه أهلها ويعلمهم ، وفي البصرة حطّ الرحال ، وأقبل عليه أهلها مُذ عرفوه يتبركون به ويستضيئـون بتقواه ، قال الحسن البصـري وابن سيرين ( ما قدم البصـرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد يَفضـل عمران بن حصين ) .. فضله منذ وضع عمران يمينه بيمين الرسول صلى الله عليه وسلم أصبحت يده اليمين موضع تكريم كبير ، فآلى على نفسه ألا يستخدمها إلا في كل عمل طيب وكريم عن أبي رجاء العُطاردي قال ( خرج علينا عمران بن حُصين في مِطْرَفِ خَزّ لم نره عليه قَبْلُ ولا بعدُ فقال قال رسول اللـه صلى الله عليه وسلم ( إن الله إذا أنعمَ على عبدٍ نعمةً يحب أن يُرى أثَرُ نعمتِهِ على عبده ) ..
وعندما أوكل عبيد الله بن زياد القضاء إلى عمران بن حُصين ، اختصم إليه رجلان ، قامت على أحدهما البيّنة فقضى عليه ، فقال الرجل ( قضيت عليّ ولم تألُ ، فوالله إنها لباطل ).. قال ( الله الذي لا إله إلا هو ؟؟) .. فوثب فدخل على عبيد الله بن زياد وقال ( اعزلني من القضاء ) .. قال ( مهلاً يا أبا النُجيد ) .. قال ( لا والله الذي لا إله إلا هو لا أقضي بين رجلين ما عبدتُ الله ) الفنتة لما وقع النزاع الكبير بين علي بن أبي طالب ومعاوية ، وقف عمران بن حصين موقف الحياد ، ورفع صوته بين الناس داعيا إياهم أن يكفوا عن الإشتراك في تلك الحروب ويقول ( لأن أرْعى أعنزا حَضنيّات في رأس جبل حتى يدركني الموت ، أحب إليَّ من أن أرمي في أحدِ الفريقين بسهم ، أخطأ أم أصاب ) .. كما كان يوصي من يلقاه من المسلمين قائلا ( الْزم مسجدك ، فإن دُخِلَ عليك فالزم بيتك ، فإن دَخَل عليك بيتك من يريد نفسك ومالك فقاتِلْه ) .. مرضه حقق إيمان عمران بن حصين أعظم نجاح حين أصابه مرض موجع ، فقد أصاب بطنه داء الإستسقاء ، لبث معه ثلاثين عاما ، ما ضَجِر منه ولا قال أُفّ ، بل كان مثابرا على عبادته ، وإذا هوّن عليه عواده أمر علته بكلمات مشجعة ابتسم لهم وقال ( إن أحب الأشياء الى نفسي ، أحبها الى الله ) .. وكان يُعرض عليه الكي فيأبى أن يكتوي ، حتى كان قبل وفاته بسنتين فاكتوى .. فقد كان عمران ينهى عن الكيّ ، فابتُليَ فاكتوى ، فكان يعجُّ ويقول ( لقد اكتويتُ كيّةً بنار ما أبرأتْ من ألمٍ ولا شفتْ من سَقَمٍ ) .. وفاته وكانت وصيته لأهله وإخوانه حين أدركه الموت ( إذا رجعتم من دفني ، فانحروا وأطعموا ) .. أجل فموت مؤمن مثل عمران بن الحصين هو حفل زفاف عظيم ، تزفّ فيه روح عالية راضية الى جنة عرضها السموات والأرض ، وكانت الوفاة في عام ( 52 هـ ) ..
يتبع
| |
|
| |
وجه الحنين..♥ عضو مميز
عدد المساهمات : 149 || نقآطي ♥: : 8506 ||التقيم♥: : 11 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 21/07/2013 ||الجنس♥: :
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. الجمعة يوليو 26, 2013 3:30 am | |
| عمرو بن الجموح رضي الله عنه " وأيُّ داء أدْوَى من البخل ، بل سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح " حديث شريف
مـن هــو ؟ عمرو بن الجموح هو صهر عبد الله بن عمرو بن حرام إذ كان زوج لأخته هند بنت عمرو وكان ابن جمـوح واحدا من زعماء المدينة وسيد من سادات بني سلمـة ، سبقه ابنـه معاذ ابن عمرو للإسلام فكان أحد السبعين في بيعة العقبة الثانية
وكان له الفضل بإسلام أبيه ..
اسلامه كان عمرو بن الجموح قد اصطنع صنما أقامه في داره وأسماه ( منافا ) ، فاتفق ولده معاذ بن عمرو وصديقه معاذ بن جبل على أن يجعلا من هذا الصنم سُخرية ولعبا ، فكانا يدلُجان عليه ليلا فيحملانه ويطرحانه في حفرة يطرح الناس فيها فضلاتهم ، ويصبح عمرو فلا يجد ( منافا ) في مكانه فيبحث عنه حتى يجده طريح تلك الحفرة ، فيثور ويقول ( ويلكم من عدا على آلهتنا هذه الليلة ؟) .. ثم يغسله ويطهره ويطيبه ، فإذا جاء الليل من جديد صنع الصديقان بالصنم مثل ما صنعا من قبل ، حتى إذا سئم عمرو جاء بسيفه ووضعه في عنق ( مناف ) وقال له ( إن كان فيك خير فدافع عن نفسك ) .. فلما أصبح لم يجده مكانه بل وجده بالحفرة نفسها ، ولم يكن وحيدا بل كان مشدودا مع كلب ميت في حبل وثيق ، وإذا هو في غضبه وأسفه ، اقترب منه بعض أشراف المدينة الذين سبقوا إلى الإسلام ، وراحوا وهم يشيرون الى الصنم يخاطبون عقل ( عمرو بن الجموح )، محدِّثينه عن الإله الحق الذي ليس كمثله شيء ، وعن محمد الصادق الأمين وعن الإسلام الذي جاء بالنور ، وفي لحظات ذهب عمرو فطهر ثوبه وبدنه ، وتطيب وتألق وذهب ليبايع خاتم المرسلين .. وقال في ذلك أبياتاً منها .. تالله لو كنتَ إلـهاً لم تكـنْ *** أنتَ وكلبٌ وسْطَ بئرٍ في قَرَن أفّ لمصرعِك إلـهاً يستـدن *** الآن فلنثنانك عن سوء الغبـن فالحمـد لله العلي ذي المنـن *** الواهـب الرزق وديان الدّيـن هو الذي أنقذني مـن قبل أن *** أكـون في ظلمة قبـر مرتهن جوده أسلم عمرو بن الجموح قلبه وحياته لله رب العالمين ، وعلى الرغم من أنه مفطور على الجود والكرم ، فإن الإسلام زاد من جوده وعطائه في خدمة الدين والأصحاب ، فقد سأل الرسول صلى الله عليه وسلم جماعة من بني سلمة قبيلة عمرو ( من سيِّدكم يا بني سلمة ؟) .. قالوا ( الجد بن قيس ، على بخـل فيـه ) .. فقال عليه الصلاة والسـلام ( وأيُّ داء أدْوَى من البخـل ، بل سيدكم الجعـد الأبيـض عمرو بن الجمـوح ) .. فكانت هذه الشهـادة تكريما لابن الجموح ، وقال شاعر الأنصار في ذلك .. وقال رسـول الله والحـقُّ قولُـهُ *** لمن قال منّا مَنْ تُسَمّون سيّـدا فقالـوا له جدّ بن قيس على التي *** نبخّلـه فيهـا وإن كـان أسـودَا فتـى ما تخطّى خطـوةً لِدَنيَّــةٍ *** ولا مـدَّ في يـومٍ إلا سَوْءةٍ يَـَدَا فَسَـوَّدَ عمرو بن الجمـوح لجودِهِ *** وحـقَّ لعمرو بالنّـدى أن يسوّدا إذا جـاءه السـؤال أذهـبَ مالـَهُ *** وقـال خُذوهُ إنّـه عائـدٌ غَـدَا فلو كنتَ يا جَدُّ بن قيـسٍ على التي *** علـى مثلها عمـروٌ لكنتَ مُسَوَّدَا جهاده مثلما كان عمرو -رضي الله عنه- يجود بماله أراد أن يجود بروحه في سبيل الله ولكن كيف ذلك وفي ساقه عرجا شديدا يجعله غير صالح للاشتراك في قتال ، وله أربعة أولاد مسلمون ، وكلهم كالأسود كانوا يخرجون مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الغزو ، وحاول عمرو بن الجموح الخروج يوم بدر فتوسّل أبناؤه للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كي يقنعه بعدم الخروج ، وبالفعل أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه معفي من الجهاد لعجزه الماثل بعرجه ، وعلى الرغم من إلحاحه ورجائه ، أمره الرسول صلى الله عليه وسلم بالبقاء في المدينة .. الشهادة وفي غزوة أحُد ( 3هـ ) ذهب عمرو الى الرسول صلى الله عليه وسلم يتوسل إليه أن يأذن له وقال ( يارسول الله إن بنيّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك الى الجهاد ، ووالله إني لأرجو أن أخْطِرَ بعرجتي هذه في الجنة ) .. وأمام إصراره الكبير أذن له الرسول صلى الله عليه وسلم بالخروج فأخذ سلاحه ودعا ربه ( اللهم ارزقني الشهادة ولا تردّني الى أهلي ) .. والتقى الجمعان وانطلق عمرو يضرب بسيفه جيش الظلام والشرك ، وجاء ما كان ينتظر ، ضربة سيف كـُتِبَت له بها الشهادة ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لقد رأيتَهُ يطأ الجنة بعرجته ) .. وعندما دفن المسلمون شهداءهم أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا ( انظروا فاجعلوا عبد الله بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح في قبر واحد ، فإنهما كانا في الدنيا متحابين متصافيين ) .. يتبع
| |
|
| |
وجه الحنين..♥ عضو مميز
عدد المساهمات : 149 || نقآطي ♥: : 8506 ||التقيم♥: : 11 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 21/07/2013 ||الجنس♥: :
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. الجمعة يوليو 26, 2013 3:31 am | |
| مرو بن العاص رضي الله عنه
"يا عمرو بايع فإن الإسلام يجب ما كان قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها " حديث شريف
مـن هــو ؟ عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم القرشي وكنيته أبو عبدالله ، صحابي جليل قبـل إسلامـه كان أحد ثلاثة في قريش أتعبـوا الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- بعنف مقاومتهم وإيذائهم لأصحابه ، وراح الرسول يدعو عليهم ويبتهل لينزل العقاب بهم فنزل الوحي بقوله تعالى
" لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ مِنْ شيء أوْ يتوبَ عليهم أو يُعَذِّبهم فإنهم ظالمون " وكـف الرسول الكريم عن الدعاء عليهم وترك أمرهـم الى الله ، واختار اللـه لعمرو بن العاص طريق التوبة والرحمة ، فأسلم وأصبح مسلم مناضل وقائد فذ
اسلامه أسلم عمرو بن العاص -رضي الله عنه- مع ( خالد بن الوليد ) قُبيل فتح مكة بقليل ( شهر صفر سنة ثمان للهجرة ) وبدأ إسلامه على يد النجاشي بالحبشة ففي زيارته الأخيرة للحبشة إذ جاء عمرو بن أمية الضمري ، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه ، فدخل على النجاشي ثم خرج من عنده ، فقال عمرو لأصحابه ( هذا عمرو بن أمية ، ولو قد دخلتُ على النجاشي فسألته إيّاه فأعطانيه فضربتُ عنقه ، فإذا فعلت به ذلك رأت قريش أن قد أجزأتُ عنها حين قتلتُ رسول محمد )
قال عمرو راوياً للقصة فدخلتُ عليه فسجدتُ له كما كنت أصنـع فقال ( مرحباً بصديقي ، أهديتَ لي من بـلادك شيئاً ؟) قلتُ ( نعم ؟ قد أهديت لك أدماً كثيراً ) ثم قربتهُ إليه فأعجبه واشتهاه ثم قلتُ له ( أيها الملك ، قد رأينا رجلاً خرج من عندك ، وهو رسول رجلٍ عدوّ لنا ، فأعطنيه لأقتله فإنه قد أصاب من أشرافنا ) فغضب النجاشي ثم مدَّ يدهُ فضرب بها أنفهُ ضربةً ظننتُ أنه قد كسرَه
قلتُ ( لو انشقت الأرض لدخلتُ فيها فَرَقاً منه ) ثم قلت ( أيها الملك ، والله لو ظننتُ أنك تكره هذا ما سألتكه ) فقال ( أتسألني أن أعطيك رسولَ رجل يأتيه النّاموس الأكبر الذي كان يأتي موسى ؟) قلتُ ( أيّها الملك ، أكذلك هو ؟ ) قال ( ويحك يا عمرو ، أطعني واتَّبِعهُ ، فإنه والله على الحق ، وليظهرنّ على مَنْ خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده )
فقلتُ ( أتبايعني على الإسلام ؟) قال ( نعم ) فبسط يَدَهُ فبايعتُهُ على الإسلام ، ثم خرجتُ إلى أصحابي وقد حال رأيي عمّا كان عليه ، فكتمتُ أصحابي إسلامي ، ثم خرجتُ عامداً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في إسلامي ، فلقيـتُ خالد بن الوليد وهو مُقبـل من مكـة فقلتُ ( أين يا أبا سليمان ؟) قال ( والله لقد استقام المِيْسَمُ -أي أن أمر رسول الله قد اكتمل وصح بما نصره الله تعالى به- ، وإن الرجل لنبيّ ، أذهب والله أسلم ! حتى متى ؟؟) قلتُ ( فأنا والله ما جئتُ إلا للإسلام )
وما كاد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يراهم حتى تهلل وجهه و قال لأصحابه ( لقد رَمَتْكم مكة بفَلَذات أكبادها ) وتقدم خالد فبايع ، وتقدم عمرو فقال ( إني أبايعك على أن يغفر الله لي ما تقدّم من ذنبي ) فأجابه الرسول الكريم ( يا عمرو بايع فإن الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله ) وبايع عمرو ووضع كل ما يملك في خدمة الدين الجديد
الشام ثم بعث إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال ( إني أردتُ أن أوجِّهك وجهاً ، وأرغبُ لك رغبةً ) فقال عمرو ( أمّا المال فلا حاجة لي فيه ، ووجّهني حيثُ شئتَ ) فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( نِعِمّاً بالمالِ الصالحِ للرجلِ الصالح ) ووجّه قِبل الشام ، وأمَرهُ أن يدعوَ أخوال أبيه ( العاص ) من ( بَلِيّ ) إلى الإسلام ، ويستنفرهم إلى الجهاد ، فشخص عمرو إلى ذلك الوجه
ثم كتب إلى رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- يستمـدّهُ ، فأمدّه بجيـش فيهم أبو بكـر وعمـر ، وأميرهم أبو عبيـدة بن الجـراح فقـال عمرو ( أنا أميركم ) فقال أبو عبيـدة ( أنتَ أميرُ مَنْ معك ، وأنا أمير من معي ) وكان معه المهاجرون الأولون ، فقال عمرو ( إنما أنتم مَدَدي فأنا أميركم ) فقال له أبو عبيـدة ( تعلم يا عمرو أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عَهِدَ إليّ فقال ( إذا قدِمْتَ على عمرو فتطاوَعَا ولا تختلِفا ) ، فإن خالفتني أطعتُك ) قال ( فإني أخالفك ) فسلّم له أبو عبيـدة ، وصلى خلفه
فضله قال طلحة بن عبيد الله أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ( إنّ عمرو بن العاص لرشيد الأمر ) فقد صحب عمرو بن العاص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، واستعمله الرسول الكريم على غزوة ذات السلاسل ، وبعثه يوم الفتح إلى سُواع صنم هُذيل فهدمه ، وبعثه أيضاً إلى جيفـر وعبـد ابْنَـي الجلنـدا وكانا من الأزد بعُمان يدعوهما إلى الإسـلام ، فقُبِض رسـول اللـه -صلى الله عليه وسلم- وعمرو بعُمان
كان فزعٌ بالمدينة فأتى عمرو بن العاص على سالم مولى أبي حذيفة وهو مُحْتَبٍ بحمائل سيفِه ، فأخذ عمرو سيفه فاحتبى بحمائله ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( يا أيها الناس ! ألا كان مفزعكم إلى الله وإلى رسوله ) ثم قال ( ألا فعلتم كما فَعَل هذان الرجلان المؤمنان )
ذات السلاسل بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عَمْراً على جيش ذات السلاسل ، إلى لَخْم وجُذام وكان في أصحابه قِلّة فقال لهم عمرو ( لا يوقدنّ أحدٌ منكم ناراً ) فشقّ ذلك عليهم ، فكلموا أبا بكر يُكلّم لهم عَمْراً فكلمه فقال ( لا يوقد أحدٌ منكم ناراً إلا ألقيته فيها)
فقاتل العدو فظهر عليهم ، فاستباح عسكرهم فقال له الناس ( ألا تتبعهم ؟) فقال ( لا ، إني لأخشى أن يكون لهم وراء هذه الجبال مادّةٌ يقتطعون المسلمين ) فشكوه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- حين رجعوا فقال -صلى الله عليه وسلم- ( صدقوا يا عمرو ) فقال له ( إنه كان في أصحابي قِلّة فخشيتُ أن يرغب العدوّ في قتلهم ، فلمّا أظهرني الله عليهم قالوا أنتبعُهُم ؟-فقلتُ أخشى أن يكون لهم وراء هذه الجبال مادّة يقتطعون المسلمين ) فكأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- حمدَ أمرَهُ
الليلة الباردة قال عمرو بن العاص لمّا بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام ذات السلاسل ، فاحتلمتُ في ليلة باردة شديدة البرد ، فأشفقتُ إن اغتسلتُ أن أهلك ، فتيممتُ ثم صليتُ بأصحابي صلاة الصبح ، فلمّا قدمنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكرتُ ذلك له فقال ( يا عمرو ! صليتَ بأصحابك وأنتَ جُنب ؟) قلتُ ( نعم يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ! إني احتلمتُ في ليلة باردةٍ شديدة البرد ، فأشفقتُ إن اغتسلتُ أن أهلك وذكرتُ
قول الله تعالى "( ولا تَقْتُلُوا أنْفُسَكُم إنّ اللّهَ كان بِكُم رَحيماً )" ( سورة النساء/29 ) فتيممتُ ثم صليتُ ، فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يقُلْ شيئاً
الامارة قُبِض رسـول اللـه -صلى الله عليه وسلم- وعمرو بعُمان ، فخرج منها فقدم المدينة ، فبعثه أبو بكر الصديق أحدَ الأمراء إلى الشام ، فتولى ما تولى من فتحها وشهد اليرموك ، وولاه عمر بن الخطاب فلسطين وما والاها ، ثم كتب إليه أن يسير إلى مصر فسار إليها ففتح مصر ، وولاه عمر مصر إلى أن مات ، وولاه عثمان بن عفان مصر سنين ، ثم عزله واستعمل عليها عبد الله بن أبي سَرْح ، فقدم عمرو المدينة فأقام بها
فلمّا نشِبَ الناس في أمر عثمان خرج إلى الشام فنزل بها في أرض له بالسّبع من أرض فلسطين ، حتى قُتِلَ عثمان -رضي الله عنه- ، فصار إلى معاوية فلم يزل معه يُظهِرُ الطلبَ بدم عثمان ، وشهد معه صفين ، ثم ولاه معاوية مصر فخرج إليها فلم يزل بها والياً ، وابْتنَى بها داراً ، ونزلها إلى أن مات بها
حب الامارة مما امتاز به عمرو بن العاص حُبّه للإمارة ، فشكله الخارجي ومشيته وحديثه كلها تدل على أنه خُلِق للإمارة ، حتى أن في أحد الأيام رآه أمير المؤمنين عمر وهو مقبل فابتسم لِمَشْيَته وقال ( ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلا أميرا ) والحق أن عمرو لم يُبْخِس نفسه هذا الحق ، فمع كل الأحداث الخطرة التي اجتاحت المسلمين ، كان عمرو يتعامل معها بأسلوب أمير معه من الذكاء والدهاء ما يجعله واثقا بنفسه مُعْتَزا بتفوقه ، وقد أولاه عمر بن الخطاب ولاية فلسطين والأردن ، ثم على مصر طوال حياة أمير المؤمنين
وعندما علم ابن الخطاب أن عمراً قد اجتاز حد الرخاء في معيشته أرسل إليه ( محمد بن مَسْلمة ) وأمره أن يقاسم عمراً جميع أمواله وأشيائه ، فيبقى له نصفها ويحمل معه الى بيت مال المسلمين بالمدينة النصف الآخر ، ولو علم أمير المؤمنين عمر أن حب عمرو للإمارة سيحمله على التفريط في مسئولياته لما أبقاه في الولاية لحظة واحدة
ذكاؤه ودهاؤه كان عمـرو بن العاص حاد الذكاء ، قوي البديهة عميق الرؤية ، حتى أن أمير المؤمنين عمـر كان إذا رأى إنسانا عاجز الحيلة ، صـكّ كفيه عَجبا وقال ( سبحان الله ! إن خالق هذا وخالق عمرو بن العاص إله واحد ) كما كان عمرو بن العاص جريئا مِقْداما ، يمزج ذكائه بدهائه فيُظَنّ أنه جبان ، بيد أنها سعة حيلة يُخرج بها نفسه من المآزق المهلكة ، وكان عمر بن الخطاب يعرف ذلك فيه ، وعندما أرسله الى الشام قيل له ( إن على رأس جيوش الروم بالشام أرطبونا ) أي قائدا وأميرا من الشجعان الدُّهاة ، فكان جواب أمير المؤمنين ( لقد رمينا أرْطَبون الروم بأرْطَبون العرب ، فلننظر عمَّ تنفَرج الأمور ) ولقد انفرجت عن غلبة ساحقة لأرطبون العرب وداهيتهم عمرو بن العاص على أرطبون الروم الذي ترك جيشه للهزيمة وولى هاربا الى مصر ولعل من أشهر المواقف التي يظهر فيها دهاء عمرو موقف التحكيم بين عليا ومعاوية ، وموقفه من قائد حصن بابليون
محرر مصر كانت مصر من أهم ولايات الإمبراطورية الرومانية ، وقد استغل الروم ثرواتها وحرموا منها السكان واستباحوا أهلها حتى أصبح الناس في ضيق لأن الروم فرضوا عليهم مذهبهم الديني قسرا ، فلما بلغ المصريون أنباء الفتوحات الإسلامية وعدالة المسلمين وسماحتهم تطلعت أنظارهم إليهم لتخليصهم مما هم فيه ،واتجه عمرو بن العاص سنة ( 18 هجري ) على رأس جيش من أربعة آلاف مقاتل متجها الى مصر ، وأمام شدة المقاومة طلب عمرو المدد من أمير المؤمنين فأرسل إليه أربعة آلاف جندي وتقدّم المسلمون وحاصروا حصن بابليون لمدة سبعة أشهر وتمكنوا من فتحه
ثم اتجهوا الى الإسكندرية فوجدوا مقاومة من حاميتها فامتد حصارها الى أربعة أشهر وأخيرا فتحت الإسكندرية وعقدت معاهدة الإسكندرية ، ولقد كان -رضي الله عنه- حريصا على أن يباعد أهل مصر وأقباطها عن المعركة ، ليظل القتال محصورا بينه وبين جنود الرومان ، وتحدث عمرو مع زعماء الأنصار وكبار أساقفتهم فقال ( إن الله بعث محمدا بالحق وأمره به ، وإنه -عليه الصلاة والسلام- قد أدّى رسالته ، ومضى بعد أن تركنا على الواضِحَة ، وكان مما أمرنا به الإعذار الى الناس ، فنحن ندعوكم الى الإسلام ، فمن أجابنا فهو مِنّا له مالنا وعليه ما علينا ، ومن لم يُجِبنا الى الإسلام عرضنا عليه الجزْية وبذلنا له الحماية والمنعة ، ولقد أخبرنا نبينا أن مصر ستفتح علينا ، وأوصانا بأهلها خيرا فقال ( ستُفْتَح عليكم بعدي مصر ، فاسْتَوصوا بِقِبْطها خيرا ، فإن لهم ذِمّة ورَحِما ) فإن أجبتمونا الى ما ندعوكم إليه كانت لكم ذِمّة الى ذِمّة )
وفرغ عمرو من كلماته فصاح بعض الأساقفة والرهبان قائلا ( إن الرّحِم التي أوصاكم بها نبيكم لهي قرابة بعيدة لا يصل مثلها إلا الأنبياء )
حصن نابليون أثناء حربه مع الرومان في مصر ، ( وفي بعض الروايات التاريخية أنها وقعت في اليرموك ) ، دعاه أرطبون الروم وقائدهم لمحادثته ، وكان قد أعطى أوامره لرجاله بإلقاء صخرة فوق عمرو إثر إنصرافه من الحصن ، ودخل عمرو على القائد لا يريبه منه شيء ، وانفض اللقاء ، وبينما هو في طريق الخروج لمح فوق أسوار الحصن حركة مريبة حركّت فيه الحرص والحذر ، وعلى الفور تصرف بشكل باهر
لقد عاد الى قائد الحصن في خطوات آمنة مطمئنة ولم يثر شكوكه أمر ، وقال للقائد ( لقد بادرني خاطر أردت أن أطلعك عليه ، إن معي حيث يقيم أصحابي جماعة من أصحاب الرسول السابقين الى الإسلام ، لا يقطع أمير المؤمنين أمرا دون مشورتهم ، ولا يرسل جيشا من جيوش الإسلام إلا جعلهم على رأس مقاتلته وجنوده ، وقد رأيت أن آتيك بهم حتى يسمعوا منك مثل الذي سمعت ، ويكونوا من الأمر على مثل ما أنا عليه من بيّنة )
وأدرك قائد الروم أن عمرا بسذاجة قد منحه فرصة العمر ، فليوافقه الآن الرأي ، وإذا عاد ومعه هذا العدد من زعماء المسلمين وخيرة رجالهم ، أجهز عليهم جميعا ، بدلا من أن يجهز على عمرو وحده ، وألغيت خطة اغتيال عمرو ، وودّع عمرو بحرارة ، وابتسم داهية العرب وهو يغادر الحصن ، وفي الصباح عاد عمرو على رأس جيشه الى الحصن ممتطيا صهوة فرسه
بطريق غزة خرج عمرو بن العاص إلى بطريق غزّة في نفرٍ من أصحابه ، عليه قِباءٌ عليه صدأ الحديد وعمامة سوداء ، وفي يده رمح وعلى ظهره تُرْسٌ ، فلمّا طلع عليه ضحك البطريق وقال ( ما كنت تصنع بحمل السلاح إلينا ؟) قال ( خفتُ أن ألقى دونـك فأكـون قد فرّطـتُ ) فالتفت إلى أصحابه فقال بيده (( عقدَ الأنملة على إبهامه )) أي يشير بها إليهم ثم قال ( مرحباً بك ) وأجلسه معه على سريره وحادثه ، فأطال ثم كلمه بكلام كثير ، وحاجّه عمرو ودعاه إلى الإسلام
فلمّا سمع البطريق كلامَهُ وبيانهُ وأداءهُ قال بالرومية ( يا معشر الروم أطيعوني اليوم وأعصوني الدهر ، أمير القوم ألا ترون أنّي كلما كلمته كلمةً أجابني عن نفسه ، لا يقول أشاور أصحابي وأذكر لهم ما عرضتَ عليّ ، وليس الرأي إلا أن نقتله قبل أن يخرج من عندنا ، فتختلف العرب بينها ، وينتهي أمرهم ، ويعفون من قتالنا ) فقال مَنْ حوله من الروم ( ليس هذا برأي )
وقد كان دخل مع عمرو بن العاص رجلٌ من أصحابه يعرف كلام الروم ، فألقى إلى عمرو ما قال الملك ( البطريق ) ثم قال الملك ( ألا تخبرني هل في أصحابك مثلك يلبس ثيابك ويؤدي أداءك ؟) فقال عمرو ( أنا أكَلُّ أصحابي لساناً ، وأدناهم أداءً ، وفي أصحابي مَنْ لو كلمته لعرفت أنّي لستُ هناك ) قال ( فأنا أحب أن تبعث إليّ رأسكم في البيان والتقدم والأداء حتى أكلمه ) فقال عمرو ( أفعل )
وخرج عمرو من عنـده فقال البطريق لأصحابه ( لأخالفَنّكم ، لئـن دخل فرأيـتُ منه ما يقول لأضربَنّ عُنقَه ) فلمّا خرج عمروٌ من الباب كبّر وقال ( لا أعود لمثل هذا أبداً ) وأتى منزله ، فاجتمع إليه أصحابه يسألونه ، فخبّرهم خبره وخبر البطريق ، فأعظم القوم ذلك وحمدوا الله على ما رزق من السلامة
وكتب عمرو بذلك إلى عمر بن الخطاب فكتب إليه عمر ( الحمدلله على إحسانه إلينا ، وإيّاك والتغرير بنفسك أو بأحدٍ من المسلمين في هذا أو شبهه ، وبحسب العلج منهم أن يُكلّمَ في مكانٍ سواءٍ بينك وبينه ، فتأمن غائلته ويكون أكسر ) فلما قرأ عمرو كتاب عمر ترحّم عليه ثم قال ( ليس الأب أبرُّ بولده بأبرَّ من عمر بن الخطاب برعيته )
التحكيم في الخلاف بين علي ومعاوية نصل الى أكثر المواقف شهرة في حياة عمرو ، وهو موقفه في التحكيم وكانت فكرة أبو موسى الأشعري ( المُمَثِّل لعلي ) الأساسية هي أن الخلاف بينهما وصل الى نقطة حرجة ، راح ضحيتها الآلاف ، فلابد من نقطة بدء جديدة ، تعطي المسلمين فرصة للاختيار بعد تنحية أطراف النزاع ، وأبوموسى الأشعري على الرغم من فقهه وعلمه فهو يعامل الناس بصدقه ويكره الخداع والمناورة التي لجأ اليها الطرف الآخر ممثلا في عمرو بن العاص ( مُمَثِّل معاوية )الذي لجأ الى الذكاء والحيلة الواسعة في أخذ الراية لمعاوية000
ففي اليوم التالي لاتفاقهم على تنحية علي ومعاوية وجعل الأمر شورى بين المسلمين دعا أبوموسى عمرا ليتحدث فأبى عمرو قائلا ( ما كنت لأتقدمك وأنت أكثر مني فضلا وأقدم هجرة وأكبر سنا ) وتقدم أبوموسى وقال ( يا أيها الناس ، انا قد نظرنا فيما يجمع الله به ألفة هذه الأمة ويصلح أمرها ، فلم نر شيئا أبلغ من خلع الرجلين - علي ومعاوية - وجعلها شورى يختار الناس لأنفسهم من يرونه لها ، واني قد خلعت عليا ومعاوية ، فاستقبلوا أمركم وولوا عليكم من أحببتم ) وجاء دور عمرو بن العاص ليعلن خلع معاوية كما تم الاتفاق عليه بالأمس ، فصعد المنبر وقال ( أيها الناس ، ان أباموسى قد قال ما سمعتم ، وخلع صاحبه ، ألا واني قد خلعت صاحبه كما خلعه ، وأثْبِت صاحبي معاوية ، فانه ولي أمير المؤمنين عثمان والمطالب بدمه ، وأحق الناس بمقامه !!)
ولم يحتمل أبوموسى المفاجأة ، فلفح عمرا بكلمات غاضبة ثائرة فقد أنفذ أبو موسى الإتفاق وقَعَد عمرو عن إنفاذه
فضله عن قبيصة بن جابر قال صحبتُ عمر بن الخطاب فما رأيتُ رجلاً أقرأ لكتاب الله ، ولا أفقه في دين الله ، ولا أحسسَ مُداراةٍ منه ، وصحبتُ طلحة بن عبيد الله فما رأيتُ رجلاً أعطى لجزيلٍ عن غير مسألة منه ، وصحبت معاوية بن أبي سفيان فما رأيتُ رجلاً أثقل حِلماً منه ، وصحبتُ عمرو بن العاص فما رأيتُ رجلاً أبين طرفاً منه ، ولا أكرم جليساً ولا أشبه سريرة بعلانية منه ، وصحبت المغيرة بن شعبة ، فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلا بالمكر لخرج من أبوابها كلّها
حكمته قال عمرو بن العاص ( أربعةٌ لا أمَلُّهُمْ أبداً ، جليسي ما فهم عنّي ، وثوبي ما سترني ، ودابّتي ما حملتني ، وامرأتي ما أحسنتْ عِشْرتي )
وقال عمرو لابنه عبدالله ( يا بُنيّ سلطانٌ عادلٌ خيرٌ من مطر وابل ، وأسد حَطوم خير من سلطان ظلوم ، وسلطان غشوم خيرٌ من فتنة تدوم ، يا بُنيّ زلّة الرجل عظيم يُجبَر ، وزلة اللسان لا تُبقي ولا تذر ، يا بُنيّ استراحَ مَنْ لا عقْلَ له فأرسلها مَثَلاً )
وقال عمرو بن العاص لمعاوية بن أبي سفيان ( يا أمير المؤمنين لا تكونَنّ لشيءٍ من أمر رعيّتكَ أشدَّ تعهداً منك لخصاصة الكريم حتى تعمل في سدّها ، ولطغيان اللئيم حتى تعمل في قمعه ، واستوحِشْ من الكريم الجائع ومن اللئيم الشبعان ، فإن الكريم يصول إذا جاع ، واللئيم يصول إذا شبع )
وقال عمرو ( عجبتُ من الرجل يفرّ من القدر وهو مواقعه ، ومن الرجل يرى القَذاةَ في عين أخيه ويَدع الجذعَ في عينيه ، ومن الرجل يخرج الضّغن من نفس أخيه ويَدَع الضّغن في نفسه ، وما تقدمتُ على أمرٍ فلمتُ نفسي على تقدُّمي عليه ، وما وضعتُ سرّي عند أحدٍ فلمتُه على أن أفشاه ، وكيف ألومه وقد ضِقتُ به )
مرض الموت لمّا نزل بعمرو بن العاص الموت قال له ابنه عبد الله ( يا أبَتِ إنك كنت تقول عجباً لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه ؟ فصفْ لنا الموت وعقلك معك ) فقال ( يا بُنيّ الموتُ أجلُّ من أن يوصف ، ولكنّي سأصف لك منه شيئاً ، أجدني كأنّ على عنقي جبال رَضْوَى -جبل في المدينة على سبع مراحل- وأجدني كأنّ في جوفي شوك السُّلاّء ، وأجدني كأنّ نَفَسي يخرج من ثقب إبرةٍ )
وقيل أن عمرو بن العاص لمّا كان عند الموت دعا حرسه فقال ( أيّ صاحب كنتُ لكم ؟) قالوا ( كنتَ لنا صاحبَ صدقٍ ، تكرمنا وتعطينا وتفعلُ وتفعلُ ) قال ( إنّما كنتُ أفعل ذلك لتمنعوني من الموت -أي الإغتيال- هاهو ذا قد نزل بي فاغنوه عنّي ) فنظـر القوم بعضهم إلى بعـض فقالوا ( والله ما كنّا نحسبك تكلَّمُ بالعَوراء يا أبا عبدالله ، قد علمتَ أنّا لا نغني عنك من الموت شيئاً ) فقال ( أما والله لقد قُلتها وإنّي لأعلم أنّكم لا تغنـون عنّي من المـوت شيئاً ، ولكن لأن أكـون لم أتخـذ منكم رجلاً قـط يمنعني من الموت أحبّ إليّ من كذا وكذا ، فيا ويح ابن أبي طالب إذْ يقول حرسَ امرأً أجلُهُ )
وفاته وفي ليلة الفطر سنة ثلاث وأربعين من الهجرة ، أدركت الوفاة عمرو بن العاص بمصر حيث كان واليا عليها ، وراح يستعرض في لحظات الرحيل حياته فقال ( كنت أول أمري كافرا ، وكنت أشد الناس على رسول الله ، فلو مِتّ يومئذ لوجَبَت لي النار ، ثم بايعت رسول الله ، فما كان في الناس أحد أحبّ إلي منه ، ولا أجلّ في عيني منه ، ولو سُئِلْتُ أن أنْعَتَه ما استطعت ، لأني لم أكن أقدر أن أملأ عيني منه إجلالا له ، فلو مِتّ يومئذ لرجوت أن أكون من أهل الجنة ، ثم بُليت بعد ذلك بالسلطان ، وبأشياء لا أدري أهي لي أم عليّ )
وأوصى عمرو بن العاص ابنه عبد الله ( يا بُنيّ ، إذا مِتُّ فاغسلني غسلةً بالماء ، ثم جففني في ثوب ، ثم اغسلني الثانية بماءٍ قراح ، ثم جففني في ثوب ، ثم اغسلني الثالثة بماءٍ فيه شيء من كافور ، ثم جففني في ثوب ، ثم إذا ألبستني الثياب فأزِرَّ عليّ فإني مُخاصم ، ثم إذا حملتني على السرير فامش بي مشياً بين المشيتين وكنْ خلف الجنازة ، فإن مقدّمها للملائكة وخلفها لبني آدم ، فإذا وضعتني في القبر ، فسُن عليّ التراب سنّاً -أي اجعله مرتفعاً مستطيلاً على وجه الأرض-)
ثم رفـع بصره الى السماء في ضَراعـة مناجيا ربه الرحيم قائلا ( اللهم لا بريء فأعْتـذِر ، ولا عزيز فأنْتَصر ، وإلا تُدْركني رحمتك أكن من الهالكين ) وظل في ضراعاته حتى صعدت الى الله روحه وكانت آخر كلماته لا إله إلا الله وتحت ثَرَى مصر ثَوَى رُفاتُه ، فقد دُفِنَ بالمُقطّم مقبرة أهل مصر ، وهو سفح جبل
يتبع
| |
|
| |
وجه الحنين..♥ عضو مميز
عدد المساهمات : 149 || نقآطي ♥: : 8506 ||التقيم♥: : 11 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 21/07/2013 ||الجنس♥: :
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. الجمعة يوليو 26, 2013 3:31 am | |
| عمرو بن قيس بن زائدة رضي الله عنه
(وَأمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى ** وَهُو يَخْشَـى ** فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهّـَى ) قرآن كريم
مـن هــو ؟ هو الصحابي الجليل المعروف باسم ( ابـن أم مكتـوم ) الأعمـى في المدينة اسمه عمرو بن قيس بن زائدة القرشي العامري و في العراق اسمه عبدالله وفي النهاية اجتمعوا على أنه ابن قيس بن زائدة بن الأصم بن رواحة
نسبه أمه أم مكتوم اسمها عاتكة بنت عبدالله بن عنكثة بن عامر بن مخزوم ، وهو ابن خال السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- ، فأم خديجة هي فاطمة بنت زائدة الأصم وهي أخت قيس
اسلامه أسلم بمكة قديماً وكان ضرير البصر ، هاجر إلى المدينة المنورة بعد مصعب بن عمير ، قبل أن يهاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إليها وقبل بدر قال البراء ( أوّل من قدم علينا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مُصعب بن عمير وابن أم مكتوم ، فجعلا يُقْرِئان النّاس القرآن )
عبس وتولى كان النبـي -صلى الله عليه وسلم- جالساً مع رجال من قريش فيهم عُتبة بن ربيعة وناس من وجوه قريش وهو يقول لهم ( أليس حسناً أن جئتُ بكذا وكذا ؟) فيقولون ( بلى والدماء !!) فجاء ابن أم مكتوم وهو مشتغل بهم فسأله عن شيء فأعرض عنه ، وعبس بوجهه ، فأنزل الله تعالى مُعاتباُ رسوله الكريم
قال تعالى "( عَبَـسَ وَتَولّـى ** أَن جآءَ هُ الأَعْمَـى ** وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّـى ** أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْـرى ** أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى ** فأنْتَ لَهُ تَصَـدَّى ** وَمَا عَلَيْكَ ألا يَزَّكّـَى ** وَأمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى ** وَهُوَ يَخْشَـى ** فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهّـَى ") سورة عبس (آيات 1-10 ) فلمّا نزلت الآية دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابن أم مكتوم فأكرمه
الآذان كان ابن أم كلثوم يُؤذَّن للنبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة مع بلال ، فقد كان بلال يُؤذّن ويُقيم ابن أم مكتوم ، وربما أذن ابن أم مكتوم وأقام بلال ، وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( إنَّ بلالاً يُنادي بليل ، فكلوا واشربوا حتى يُنادي ابن أم مكتوم ) وبما أن ابن أم مكتوم أعمى كان لا يُؤذن حتى يُقال له ( أصبحت أصبحت )
البصر أتى جبريل -عليه السلام- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعنده ابن أم مكتوم فقال ( متى ذهب بصرُك ؟) قال ( وأنا غلام ) فقال ( قال الله تبارك وتعالى ( إذا ما أخذتُ كريمة عبدي لم أجِدْ له بها جزاءً إلا الجنة ))
اليهودية نزل ابن أم مكتوم -رضي الله عنه- على يهودية بالمدينة ( عمّة رجل من الأنصار ) فكانت تخدمه وتؤذيه في الله ورسوله ، فتناولها فضربها فقتلها ، فرُفِعَ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال ( أمّا والله يا رسول الله إن كانت لّتُرْفِقُني -تخدمني- ولكنها آذتني في الله ورسوله ، فضربتها فقتلتها ) فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( أبعدها الله تعالى ، فقد أبطلتْ دَمَها )
المدينة استخلفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المدينة ثلاث عشرة مرة ، في غزواته منها غزوة الأبواء وبواط ، وذو العسيرة ، وخروجه إلى جهينة في طلب كرز بن جابر ، وفي غزوة السويق ، وغطفان وأحد وحمراء الأسد ، ونجران وذات الرقاع ، واستخلفه حين سار إلى بدر ، ثم في مسيره إلى حجة الوداع ، وشهد فتح القادسية ومعه اللواء وكان ابن أم مكتوم يُصلّي بالناس في عامّة غزوات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
القاعدون والمجاهدون عندما نزل قوله تعالى ( لا يَسْتوي القَاعِدونَ مِنَ المؤمنينَ والمجاهدونَ في سَبيلِ الله ) سورة النساء ( آية 95 ) قال عبد الله بن أم مكتوم ( أيْ ربِّ أَنْزِل عُذري ) فأنزل الله غَيْرُ أولِي الضَّرَرِ ) فجُعِلَتْ بينهما وكان بعد ذلك يغزو فيقول ( ادفعوا إليّ اللواء ، فإنّي أعمى لا أستطيع أن أفرّ ، و أقيموني بين الصّفَّين )
يوم القادسية شهد ابن أم مكتوم فتح القادسية ومعه اللواء ، فقد كانت معه رايةٌ له سَوْداء ، وعليه دِرْعٌ له سابغة ثم رجع ابن أم مكتوم إلى المدينة فمات بها
يتبع ..
| |
|
| |
وجه الحنين..♥ عضو مميز
عدد المساهمات : 149 || نقآطي ♥: : 8506 ||التقيم♥: : 11 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 21/07/2013 ||الجنس♥: :
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. الجمعة يوليو 26, 2013 3:32 am | |
| عمير بن الحمام رضي الله عنه
استشهاده في غزوة بدر ، خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- مُحرِّضا للمسلمين قائلا ( والذي نفس محمد بيده ، لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً ، مقبلاً غير مدبر ، إلا أدخله الله الجنة ) فقال عمير ابن الحُمام أخو بني سلمة ، وفي يده تمرات يأكلهن ( بخ بخ ، أفما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء !) ثم قذف التمرات من يده وأخذ سيفه فقاتل القوم المشركين حتى قُتِل ..
يتبع ..
| |
|
| |
وجه الحنين..♥ عضو مميز
عدد المساهمات : 149 || نقآطي ♥: : 8506 ||التقيم♥: : 11 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 21/07/2013 ||الجنس♥: :
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. الجمعة يوليو 26, 2013 3:34 am | |
| عمير بن سعد
رضي الله عنه
مـن هــو ؟ عمير بن سعد أبوه سعد القارئ -رضي الله عنه- شهد المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى استشهد في معركة القادسية ، اصطحب ابنه عمير الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فبايع النبي وأسلم ، ومنذ ذلك الوقـت وعمير عابد مقيم في محـراب الله ، ودائما في الصفوف الأولى للمسلمين ، وكان المسلمون يلقبونه ( بنسيج وحده )
قوة ايمانه لقد كان له -رضي الله عنه- في قلوب الأصحاب مكانا وَوُداً فكان قرة أعينهم ، كما أن قوة إيمانه وصفاء سنه وعبير خصاله كان يجعله فرحة لكل من يجالسه ، ولم يكن يؤثر على دينه أحد ولا شيئا ، فقد سمع قريبا له ( جُلاس بن سويد بن الصامت ) يقول ( لئن كان الرجل صادقا ، لنحن شرٌّ من الحُمُر !) وكان يعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وكان جُلاس دخل الإسلام رَهَبا ، سمع عمير بن سعد هذه العبارة فاغتاظ و احتار ، الغيظ أتى من واحد يزعم أنه من المسلمين ويقول ذلك عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-بلهجة رديئة ، والحيرة أتت من مسئوليته تجاه هذا الذي سمع وأنكر ، أينقل ما سمع للرسول ؟ كيف والمجالس بالأمانة ؟ أيسكت عما سمع ؟
ولكن حيرته لم تطل ، وعلى الفور تصرف عمير كرجل قوي وكمؤمن تقي ، فقال لجُلاس ( والله يا جُلاس إنك لمن أحب الناس إلي ، وأحسنهم عندي يدا ، واعَزهم عليّ أن يُصيبه شيء يكرهه ، ولقد قلت الآن مقالة لو أذَعْتها عنك لآذتك ، ولو صمَتّ عليها ليهلكن ديني وإن حق الدين لأولى بالوفاء ، وإني مُبلغ رسول الله ما قلت ) وهكذا أدى عمير لأمانة المجالس حقها ، و أدى لدينه حقه ، كما أعطى لجُلاس الفرصة للرجوع الى الحق بيد أن جُلاس أخذته العزة بالإثم ، وغادر عمير المجلس وهو يقول ( لأبلغن رسول الله قبل أن ينزل وحي يُشركني في إثمك ) وبعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- في طلب جُلاس فأنكر وحلف بالله كاذبا ، فنزلت آية تفصل بين الحق والباطل قال تعالى ( يحلفون بالله ما قالوا ، ولقد قالوا كلمة الكفر ، وكفروا بعد إسلامهم وهمّوا بما لم ينالوا ، وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله ، فإن يتوبوا يَكُ خيرا لهم ، و إن يتولّوْا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة ، وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير ) فاعترف جُلاس بمقاله واعتذر عن خطيئته ،
الولاية اختار عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عمير واليا على حمص ، وحاول أن يعتذر عمير ولكن ألزمه أمير المؤمنين بذلك ، فاستخار عمير ربه ومضى الى واجبه ، وفي حمص مضى عليه عام كامل ، لم يصل الى المدينة منه خراج بل ولم يَبْلُغ أمير المؤمنين منه كتاب ، فبعث عمر الى عمير -رضي الله عنهما- ليأتيه الى المدينة ،فأتى الى المدينة أشعث أغبر يكاد يقتلع خطاه من الأرض اقتلاعا من طول ما لاقى من عناء ، على كتفه اليمنى جراب وقَصْعة ، وعلى كتفه اليسرى قِرْبة صغيرة فيها ماء ، وإنه ليتوكأ على عصا ، لا يئودها حمله الضامر الوهنان
ودخل عمير على مجلس عمر وقال ( السلام عليك يا أمير المؤمنين ) ويرد عمر السلام ثم يسأله وقد آلمه ما رآه عليه من جهد وإعياء ( ما شأنك يا عمير ؟) فقال ( شأني ما ترى ، ألست تراني صحيح البدن ، طاهر الدم ، معي الدنيا أجُرُّها بقَرْنيها ؟) قال عمر ( وما معك ؟) قال عمير ( معي جرابي أحمل فيه زادي ، وقَصْعَتي آكل فيها ، وإداوتي أحمل فيها وضوئي وشرابي ، وعصاي أتوكأ عليها ، وأجاهد بها عدوّا إن عَرَض فوالله ما الدنيا إلا تَبعٌ لمتاعي !) قال عمر ( أجئت ماشيا ؟) قال عمير ( نعم ) قال عمر ( أو لم تجد من يعطيك دابة تركبها ؟) قال عمير ( إنهم لم يفعلوا ، وإني لم أسألهم )
قال عمر ( فماذا عملت فيما عهدنا إليك به ؟) قال عمير ( أتيت البلد الذي بعثتني إليه ، فجمعت صُلَحَاء أهله ، وولّيتهم جِباية فَيْـئهـم وأموالهم ، حتى إذا جمعوها وضعتها في مواضعها ، ولو بقـي لك منها شيء لأتيتـك به ) فقال عمر (فما جئتنا بشيء ؟) قال عميـر ( لا ) فصاح عمر وهو سعيد ( جدِّدوا لعمير عهدا ) وأجابه عمير ( تلك أيام قد خلت ، لا عَمِلتُ لك ولا لأحد بعدك )
الامانة وبعد أن استأذن عُمير ورجع بيته على بعد أميال من المدينة ، قال عمر ( ما أراه إلا قد خاننا ) فبعث رجلاً يُقال له الحارث وأعطاه مئة دينار فقال ( انطلق إلى عُمير حين تنزل كأنّك ضيف ، فإن رأيتَ أثرَ شيء فأقبلْ ، وإن رأيتَ حالاً شديداً فادْفعْ إليه هذه المئة دينار )
فانطلق الحارث ، فإذا هو بعُمير يُفلّي قميصـه إلى جنب حائط ، فسلّمَ عليه الرجـل فقال له عُمير ( انْزل رحمَك اللـه ) فنزل ثم سأله ( من أين جئت ؟) قال ( مـن المدينـة ) قال ( كيف تركـت أميـر المؤمنيـن ؟) قال ( صالِحـاً ) قال ( كيف تركـت المسلميـن ؟) قال ( صالحين ) قال ( أليس يُقيم الحدود -يعني عُمر-؟) قال ( بلى ، ضرب ابناً لهُ على فاحشة فمات من ضربه ) فقال عُمير ( اللهم أعِنْ عمرَ ، فإنّي لا أعلمه إلا شديداً حبّهُ لك )
فنزل الحارث ثلاثة أيام وليس لهم إلا قُرْصَةٌ من شعير ، كانوا يخصُّونه بها ويطوون حتى أتاهم الجهد ، فقال الحارث ( هذه الدنانير بعث بها أميرُ المؤمنين إليك فاستَعِنْ بها ) فصاح وقال ( لا حاجة لي فيها رُدَّها ) فقالت له امرأته ( إن احتجت إليها ، وإلا ضَعْها مَوَاضِعَها ) فقال عُمير ( والله ما لي شيء أجعلها فيه ) فشقّت المرأةُ أسفل درعها فأعطته خرقةً فجعلها فيها ، ثم خرج يُقسمها بين أبناء الشهداء والفقراء ، ثم رجع والرسول يظنّ أنه يُعطيه منها شيئاً فقال عُمير ( أقرىء منّي أمير المؤمنين السلام )
فرجع الحارث إلى عمر قال ( ما رأيت ؟) قال ( رأيت يا أمير المؤمنين حالاً شديداً ) قال ( فما صنع بالدنانير ؟) قال ( لا أدري ) فأرسل عمر إلى عُمير وسأله ( ما صنعت بالدنانير ؟) قال ( قدّمتُها لنفسي ) قال ( رحمك الله )
فضله وبقي عمر بن الخطاب يتمنى ويقول ( وَدِدْتُ لو أن لي رجالا مثل عُمير أستعين بهم على أعمال المسلمين ) فقد كان عمير بحق ( نسيج وحده ) ، فقد كان يقول من فوق المنبر في حمص ( ألا إن الإسلام حائـط منيع ، وباب وثيـق ، فحائط الإسـلام العدل ، و بابه الحق ، فإذا نُقِـضَ الحائط وحُطّـم الباب استُفْتِـح الإسـلام ، ولا يزال الإسـلام منيعا ما اشتد السلطان ، وليست شدة السلطان قتلا بالسيف ولا ضربا بالسوط ، ولكن قضاء بالحـق ، وأخذاً بالعـدل ) يتبع ..
| |
|
| |
وجه الحنين..♥ عضو مميز
عدد المساهمات : 149 || نقآطي ♥: : 8506 ||التقيم♥: : 11 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 21/07/2013 ||الجنس♥: :
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. الجمعة يوليو 26, 2013 3:36 am | |
| قيس بن عاصم رضي الله عنه
مـن هــو ؟ قيس بن عاصم بن سنان المنقريّ التميميّ ، صحابي سيّد كريم حليم وفد على النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة تسع في وفد بني تميـم عيّنه النبي الكريم على صدقات مُقاعس وبطون أسد وغطفان ، وتحوّل الى البصرة حيث مات ..
اسـلامــه عندما أسلم قيس بن عاصم أمره الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالإغتسال بماءٍ وسدْرٍ ، فاغتسل ، فأقيمت الصلاة ، فدخل بين أبي بكر و عمر فقام بينهما ..
خٌلٌقـــه كان قيس بن عاصم حليماً يُقتدى به ، فقد قيل للأحنف ( ممن تعلمت الحِلْم ؟).. قال ( من قيس بن عاصم !! رأيته يوماً محتبياً فأتي برجلٍ مكتوف وآخر مقتول ، فقيل ( هذا ابن أخيك ، قتل ابنك ).. فالتفت الى ابن أخيه فقال ( يا ابن أخي ! بئسَمَا فعلت ، أثمت بربّك ، وقطعت رَحِمَك ، ورميت نفسك بسهمك ).. ثم قال لابن له آخر ( قُمْ يا بني فوارِ أخاك ، وحُلَّ كتاف ابن عمّك ، وسُقْ إلى أمّهِ مائةَ ناقة ديَة ابنها ، فإنها غريبة )..
قال له أبو بكر ( صِفْ لنا نفسك ).. فقال ( أما في الجاهلية فما هممتُ بملامة ، ولا حُمْتُ على تهمةٍ ، ولم أُرَ إلا في خيلٍ مغيرةٍ أو نادي عشيرة ، أو حامي جريرة ، أمّا في الإسلام فقد قال الله تعالى ( فلا تُزكّوا أنفسكم )).. فاعجب أبو بكر..
المــال قال قيس بن عاصم للرسول -صلى الله عليه وسلم- ( يا رسول الله ! المالُ الذي لا تبعة عليّ فيه ؟).. قال ( نِعْم المال الأربعون ، وإن كثر فستون ، ويلٌ لأصحاب المئيـن إلا من أدى حقّ اللـه في رِسْلِها ونَجْدتها ، وأطـرق فحلَها ، وأفقـر ظهرها ، ومنـح غزيرتها ، ونحرَ سمينتها ، وأطعم القانع والمعتر ).. فقال قيـس ( يا رسـول الله ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها ).. قال ( يا قيـس أمالك أحب إليك أم مال مواليـك ؟).. قال ( بل مالي ).. قال ( فإنما لك من مالك ما أكلتَ فأفنيتَ أو لبست فأبليتَ أو أعطيت فأمضيتَ وما بقي فلورثتكَ ).. فقال ( يا رسول الله ! لئن بقيتُ لأدعنّ عددها قليلاً )..
الــوأد كان قيس بن عاصم أول من وأد بالجاهلية ، وقد قال له أبو بكر ( ما حملك على أن وأدت ؟).. فقال ( خشيت أن يخلف عليهنّ غيرُ كُفْوءٍ ).. وقد جاء قيس بن عاصم الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال ( إني وأدت ثماني بنات في الجاهلية ).. وفي رواية أخرى اثنتي عشرة.. فقال له الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- ( اعتق عن كل واحدة منهن رقبة ).. وقال ( إني صاحـب إبل ).. قال ( اهدِ إن شئـتَ عن كل واحدة منهن بدنة ).. وكان لقيس ثلاث وثلاثون ولداً..
تحريم الخمــر حرّم قيس بن عاصم على نفسه الخمر في الجاهلية ، وكان سبب ذلك أنه غمز عكثة ابنته وهو سكران ، وسبّ أبويها ، وأعطى الخُمّار كثيراً من ماله ، فلمّا أفاق أخبر بذلك ، فحرّمها على نفسه وقال في ذلك : رأيت الخمـر صالحةً وفيها .. خصال تفسد الرجلَ الحليمـا فلا واللـه أشربها صحيحاً .. ولا أشفى بها أبـداً سقيمَـا ولا أعطـي بها ثمناً حياتي .. ولا أدعـو لها أبـداً نديمَـا فإن الخمرَ تفضـح شاربيها .. وتجنيـهم الأمـر العظيمَـا
وصاياه لمّا حضرت قيس بن عاصم الوفاة دعا بنيه فقال ( يا بنيّ احفظوا عني فلا أحد أنصح لكم مني ، إذا أنا مت فسوِّدوا كبارَكم ، ولا تُسَوِّدوا صغارَكم ، فتُسَفِّه الناس كبارَكم ، وتهونوا عليهم ، وعليكم بإصلاح المال ، فإنه منبهة للكريم ، ويستغني به عن اللئيم ، وإياكم ومسألة الناس ، فإنها آخر كسب المرء ولا تقيموا عليّ نائحةً فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن النائحة )..
وفاته ونزل قيس البصرة ومات فيها ، ولمّا مات رثاه عَبْدة بن الطبيب بقوله عليكَ سلامُ الله قيسَ بن عاصمٍ .. ورحمتُهُ ما شاءَ أن يترحّما وما كان قيسٌ هُلْكه هُلْكُ واحدٍ .. ولكنّـه بُنيانُ قومٍ تهدّمـا
يتبع .. | |
|
| |
وجه الحنين..♥ عضو مميز
عدد المساهمات : 149 || نقآطي ♥: : 8506 ||التقيم♥: : 11 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 21/07/2013 ||الجنس♥: :
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. الجمعة يوليو 26, 2013 3:36 am | |
| أين ذهب بلال بعد وفاة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم . . .؟!
بلال أول من رفع الأذان .. بأمر من النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في
المسجدالذي شُيد في المدينة المنورة .. وإستمر في رفع الأذان .. لمدة
تُقارب العشر سنوات .. ..
بعد وفاة النبي .. ذهب بلال إلى أبي بكر رضي الله عنه يقول له ..
... يا خليفة رسول الله .. إني سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ..
يقول .. أفضل عمل المؤمن .. ’’ الجهاد في سبيل الله ’’ ..
- قال له أبو بكر .. فما تشاء يا بلال ..؟!
- قال .. أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت ..
- قال أبو بكر .. ومَن يؤذِّن لنا ..؟!
- قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع . . .
إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله . .!
- قال أبو بكر .. بل إبق , وأذِّن لنا يا بلال ..
- قال بلال .. إن كُنت قد أعتقتني لأكون لك .. فليكن ما تريد ..،
وان كُنت أعتقتني لله .. فدعني وما أعتقتني له ..!
- قال أبو بكر .. بل أعتقتك لله يا بلال ..
فسافر إلى الشام حيث بقيَ مُرابطاً , ومُجاهداً .. يقول عن نفسه . .
لم أطق أن أبقى في المدينة بعد وفاة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم ..
وكان إذا أراد أن يؤذن وجاء إلى .. “ أشهد أن محمدًا رسول الله ” . .
تخنُقهُ عَبْرته .. فيبكي .. !!
فمضى إلى الشام وذهب مع المجاهدين .., وبعد سنين ..
رأى بلال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في منامه وهو يقول . . .
ما هذه الجفوَة يا بلال..؟!
ما آن لك أن تزورنا ..؟!
فإنتبه حزيناً .. فركب إلى المدينة .. فأتى قبر النبي صلَّى الله عليه
وسلَّم .. وجعل يبكي عنده ..
فأقبل الحسن , والحسين .. فجعل يُقبلهُما , ويضُمهُما .. فقالا له . .
نشتهي أن تُؤذن في السَّحَر ..!
فَ علا سطح المسجد فلمَّا قال . . الله أكبر الله أكبر .. إرتجَّت المدينة ..
فلمَّا قال .. أشهد أن لا آله إلاَّ الله .. زادت رجَّتها ..
فلمَّا قال .. أشهد أن محمداً رسول الله .. خرج النساء من خدورهنْ ..!!
فما رؤي يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك آليُـۆم . . . !!
وعندما زار الشام .. أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ..
توسل المسلمون إليه أن يحمل بلال على أن يؤذن لهم صلاة واحدة ..
ودعا أمير المؤمنين بلال ، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها ..،
وصعد بلال , وأذن .. فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله ..
صلَّى الله عليه وسلَّم .. وبلال يؤذن .. بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا ..
وكان عمر أشدهُم بكاء . . . !!
وعند وفاته .. تبكي زوجته بجواره .. فيقول . . .
“ لا تبكي .. غدًا نلقَى الأحبَّة محمداً وصَحبه ” . . . ~*
’’ اللَّهُمَّ ألحقنا بهم جميعاً يارب العالمين ’’
وصلِّ اللَّهُمَّ وسلِّم وبارك على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد ..
وعلى آله وصحبه اجمعين
| |
|
| |
عاشقـة كراميش عضو مجتهد
عدد المساهمات : 31 || نقآطي ♥: : 8317 ||التقيم♥: : 2 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 21/07/2013 ||الجنس♥: :
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. الجمعة يوليو 26, 2013 4:34 am | |
| الله يعطيك الف عافية على هذا الطرح الجميل والرائع جزاك الله خير وجعله المولى في موازين حسناتك طرح إيماني قيم فيه من الفوائد الكثير والكثير سلمت أياديك على إنتقائك وعلى مجهود الرائع وجعل ماقدمتيه في موازين حسناتك وأثابك الله الفردوس الأعلى من الجنه لروحك تتدلى أغصان وثمار الجنه ماننحرم من جديدك المميز امنياتي لك بدوام التألق والابداع | |
|
| |
Reeme!! عضو مميز
عدد المساهمات : 101 || نقآطي ♥: : 8389 ||التقيم♥: : 2 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 21/07/2013 ||الجنس♥: : || عمري ♥: : 28
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. الجمعة يوليو 26, 2013 4:46 am | |
| وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم شكرا يآقلبي يعطيگ الف الف عافيه جزآگ الله خير
| |
|
| |
هلاليه ملكيه20 مشرفه
عدد المساهمات : 1556 || نقآطي ♥: : 16171 ||التقيم♥: : 298 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 30/06/2013 ||الجنس♥: : || عمري ♥: : 28 الموقع : فــــــــ♥ــــي الزعـــــــ♥ــــيم الملــ♥ـكي
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. السبت يوليو 27, 2013 6:56 am | |
| يعطيك ربى الف عاااافيه على الطرح المفيد جعله الله فى ميزان حسناتك يوم القيامه وشفيع لك يوم الحساب ......... شرفنى المرور فى متصفحك العطر دمت بحفظ الرحمن | |
|
| |
رزان تحب بنوتة الوزان مشرفه
عدد المساهمات : 379 || نقآطي ♥: : 12371 ||التقيم♥: : 38 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 30/06/2013 ||الجنس♥: : || عمري ♥: : 29 الموقع : الرياض
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. الأحد يوليو 28, 2013 3:56 am | |
|
.. پآرگ آلله فيگ وچعله فى موزين حسنآآآآآآآتگ وچزيت آلچنه ونعيمهآآآآآ** } تحيآتى | |
|
| |
رغمَ كلٍ شےء هنآڪ↩آمَل‘ ㋡ عضو مميز
عدد المساهمات : 106 || نقآطي ♥: : 8356 ||التقيم♥: : 4 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 13/08/2013 ||الجنس♥: : || عمري ♥: : 29
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. الخميس أغسطس 15, 2013 1:07 am | |
| جزاك الله كل خير وبارك الله فيك موضوع فى قمة الروعه نحمد الله ونشكره على فضله ورضاه دمت فى حفظ الرحمن | |
|
| |
اسير القلوب المدير العام
عدد المساهمات : 331 || نقآطي ♥: : 11315 ||التقيم♥: : 73 تـآريـخ انضمامـي للمنتـدى..~:: : 30/06/2013 ||الجنس♥: :
| موضوع: رد: موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. الخميس أغسطس 15, 2013 1:19 am | |
| بارك الله فيك
وكثر من امثالك | |
|
| |
| موسوعة ملف شامل لصحابة رضوان الله عليهم .. متجددة ان شاء الله .. | |
|