سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

رأت حليمة من بركاته صلى الله عليه وسلم ما قصت منه العجب

كانت حليمة تحدث

أنها خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغير ترضعه في نسوة من بني سعد وكانت في حالة شديدة من الجوع والفقر
ذهبت إلي مكة تلتمس الرضعاء فما من أمرأة إلا وقد عُرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه إذا قيل لها إنه يتيم فلما أجمعوا على الرجوع قالت حليمة والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ولم أخذ رضيعا والله لأذهبن إلي ذلك اليتم فلآخذنه

وعندما أخذت حليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل عليها الخير حتى قال زوجها تعلمي ياخديجة لقد أخذت نسمه مباركة
وتُحدث حليمة وتقول فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته وكان يشب شبابا لايشبة الغلمان
أول من أرضعته من المراضع وذلك بعد أمه بأسبوع(ثويبة) مولاة أبي لهب بلبن ابن لها يقال مسروح وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن المطلب وأرضعت بهده أبا سلمه بن عبد الأسد المخزومي
وكانت العادة عند الحاضرين من العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم
فالتمس عبدالمطلب لرسول الله صلى الله عليه وسلم المرضع واسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر وهي حليمة بنت أبي ذؤيب عبدالله بن الحارث وزوجها ابن عبد العزى المكن بأبي كبشة من نفس القبيلة

وأخواته هناك من الرضاعة
عبدالله بن الحارث
أنسية بنت الحارث
الشيماء بنت الحارث
لما بلع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة سنة ارتحل به أبو طالب تاجرا إلي الشام وكان هناك راهب اسمه بحيري فلما نزل الركب خرج إليهم فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين فقال أبو طالب ما علمك بذلك فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبقى حجر ولا شجر إلا خر ساجدا ولا يسجدان إلا لنبي وأني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة وإنا نجده في كتبنا ثم أكرمهم بالضيافة وسأل أبا طالب أن يرده ولا يقدم به إلي الشام خوفا عليه من الروم واليهود
على أثر هذه الحرب وقع حلف الفضول في ذي القعدة في الشهر الحرام تداعت إليه قبائل من قريش
بنو هاشم وبنو المطلب واسد بن عبد العزة وزهرة بن كلاب وتيم بن مرة
فاجتمعوا في دار عبدالله بن جُدعان التيمي فتعاقدوا وتعاهدوا على إلا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه وشهد هذا الحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعد أن أكرمه الله بالرسالة
لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي حمر النعم ولو أدعى به في الإسلام لأجبت

جزاك الله الجنه


اللهم صل وسلم على نبينا محمد